ثقافةصحيفة البعث

صالح الحايك مكرماً في مديرية ثقافة دمشق

أمينة عباس

تكريماً لمسيرته الفنية الغنيّة وتقديراً لعطائه في مجال الفن، عقدت مديرية ثقافة دمشق، مساء أمس، في المركز الثقافي العربي بـ”أبو رمانة” ندوة حوارية مع الفنان صالح الحايك، أدارها الباحث أحمد بوبس الذي بدأ حديثه قائلاً: “فنانٌ من جيل المخضرمين في بلدنا، تاريخه الفني حافلٌ بالمحطات المهمّة على مستوى الإذاعة والمسرح والتلفزيون والغناء والتلحين، فهو فنان شامل، بدأ مشواره الفني في ستينيات القرن الماضي على خشبات المسارح، وهو أحد مؤسسي الدراما السوريّة، شارك في العديد من الأعمال الدراميّة، وهو أفضل من جسّد الشخصيات الشعبيّة في هذه الأعمال، واشتُهر بتجسيد شخصيّة المختار في مسلسل “باب الحارة”.

وعاد الفنان صالح الحايك بذاكرته في الندوة إلى طفولته وكيف أن كل معطياتها كانت تشير إلى ذلك الشغف الذي كان يمتلكه تجاه كل ما يتعلق بالفن: “كنتُ ألتفّ مع عائلتي حول المذياع للاستماع إلى التمثيليات التي كانت تقدمها الإذاعة، وخاصة في شهر رمضان، وكنت أحرص على الوجود في أحد المقاهي لمشاهدة كراكوز وعيواظ، وكان لديّ فضول كبير لمعرفة كيف كانت تتحرك، وبعد عودتي إلى البيت كنت أحاول تقليدهما، خاصة وأنني كنت بارعاً في تقليد الأصوات، ولأنني كنت أمتلك صوتاً جميلاً كنت مغرماً بآلة العود التي كانت تشدّ انتباهي لدى رؤية الفنان سعيد شامية الذي اشتهر في تلك الفترة بعزفه عليها: “وعندما طلبتُ منه العزف معه ضمن الفرق التي قام بتشكيلها أخبرني أنه يجب أن أشتري عوداً وأعزف عليه بشكل دائم، وعندما أخبرته أنني لا أستطيع نصحني بالتوجّه إلى قسم التمثيل في نادي نجوم الفن، وهذا ما فعلتُه، وكان يشرف على هذا القسم الفنان يوسف حرب الذي كان يقوم بالتحضير لعمل مسرحي حينها، وبعد اختباري أسند إليّ أحد الأدوار، وكان ذلك في العام 1958 وبعد أعمال عدة شاركتُ فيها وبتشجيع ودعم من الفنان عبد اللطيف فتحي توجهتُ نحو مديرية المسارح والموسيقا للعمل في أعمالها، ولعلاقتي الوطيدة بعبد اللطيف فتحي الذي كان آنذاك مديراً لمسرح العرائس عملتُ في هذا المسرح لفترة قصيرة، وسرعان ما أدركت أنه لن يلبي شغفي في الوقوف على خشبة المسرح”.

كثيرة هي الفرق المسرحية التي عمل فيها صالح الحايك، يقول: “عملتُ في فرقة محمود جبر ممثلاً ومطرباً وكاتباً وملحناً من خلال ثلاث مسرحيات، وفرقة الفنانين المتّحدين وفرقة نقابة الفنّانين، ومن المسرحيات المهمة التي قدمتها “الفيل يا ملك الزمان”، و”حفلة سمر من أجل 5 حزيران”، و”بائعة الدبس”، كما كتبت وأخرجت مسرحية “محطات ممنوعة” وشاركت في بطولتها، واستمر عرضها لمدة أربع سنوات، كان معظم الفنانين يعملون حينها في المسرح لقلّة الأعمال التلفزيونيّة التي كان ينتجها التلفزيون في بداياته”.

بدأ صالح الحايك العمل في الدراما التلفزيونيّة عام 1963، ويقول عن تلك المرحلة: “يُعدّ مسلسل “الشمس تشرق من جديد” أولى هذه الأعمال وأجملها بالنسبة إلي، وكان يحكي عن ثورة الثامن من آذار، ثم شاركت في مسلسلات عدة أهمها مسلسل “الأجنحة” لتتوالى بعد ذلك أعمالي حتى اليوم، حيث شاركتُ العام الماضي في عملين هما “الصديقات” لزهير رجب و”نقطة انتهى” لمحمد عبد العزيز، أما عن مشاركتي في مسلسل “باب الحارة” فكانت من خلال شخصية المختار في الأجزاء الثالث والرابع والخامس والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر”.

ولأنها المحطة الأكثر أهمية في مسيرة كل فنان من الجيل المخضرم عمل الحايك في الإذاعة: “شاركتُ في الدراما الإذاعية وعاصرتُ جميع المراحل التي مرت بها، وكان حضوري دائماً في مسلسل حكم العدالة، ومنذ أربع سنوات اعتزلت العمل بالإذاعة لتواضع الأجور التي تقدم للعاملين فيها”.

أما السينما فقليلة هي الأعمال التي شارك فيها لقلة عدد الأفلام المنتَجة، ومن هذه الأعمال يذكر “وقائع العام المقبل” إخراج سمير ذكرى و”حسيبة” إخراج ريمون بطرس.

وتحدّث الحايك عن مرحلة الغناء، فأشار إلى وجود 25 أغنية في تاريخه الفني، من أهمها “وين السلام” المهداة إلى فلسطين والتي شارك من خلالها في أحد المهرجانات في ليبيا تحت عنوان الأغنية القومية والفلسطينيّة، يقول: “كنتُ سعيداً لدعوة المهرجان لي، لذلك قرّرتُ إنجاز أغنية خاصة تتلاءم مع عنوان المهرجان، فكانت “وين السلام” تأليف سمير المصري وألحان نزار موره لي، وحصلت الأغنية على الجائزة الذهبية في المجمع الموسيقي العربي التابع لجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى ترشيحها لنيل الأسطوانة الذهبية”.

وفي نهاية الندوة، قدمت نعيمة سليمان مديرة ثقافة دمشق درعاً وشهادةً تقديراً لمسيرة الحايك الفنية ودوره في الحركة الفنية في سورية.