منتخبنا الوطني للشباب يودع بطولة غرب آسيا وسط إشارات استفهام كثيرة؟
ناصر النجار
من الطبيعي ومن المتوقع أن يقف منتخبنا الشاب لكرة القدم عند حدود نصف نهائي بطولة غرب آسيا، والنتيجة المحقّقة في هذه البطولة تعتبر جيدة بغضّ النظر عن الأداء والمظهر العام للمنتخب فنياً وتكتيكياً والذي لم يكن مقبولاً.
المطلوب اليوم دراسة واقع المنتخب بشكل جديّ وعملي والإشارة إلى الأخطاء التي وقع بها الفريق جملة وتفصيلاً، فالمنتخب مقبل على التصفيات الآسيوية، ومع قناعتنا بأن مجموعة منتخبنا سهلة ومن المؤكد تأهلنا عبرها إلى النهائيات الآسيوية، لكن نخشى من مفاجآت عديدة من منتخبات مغمورة نعتبرها أقلّ من منتخبنا مكانة ومستوى وتاريخاً.
المنتخب يضمّ مجموعة من المواهب المبشّرة التي تخرجت من رحم أنديتنا المملوءة بالخامات الواعدة، لكن الملاحظ أن هذه المواهب تحتاج للكثير من العمل والجهد والصقل، فما زالت تلعب كرة القدم على الفطرة، ولم نلاحظ أن هناك من حرك هذه الموهبة ومن وظفها لتكون بذرة احترافية عالية المستوى، فما يقدّمه اللاعبون مع المنتخب هو أشبه بما يقدموه مع أنديتهم، ولم نلحظ هذا الفارق الكبير.
منتخبنا وصل إلى نصف النهائي بفعل جهده وبفعل الظروف التي خدمته بالدرجة الأولى، لكننا نلاحظ أمرين مهمّين، أولهما: أن المنتخب لم يكن بالقوة اللازمة عندما واجه المنتخبات القوية والمحضرة، فخسر بقسوة أمام الإمارات صفر/3، وخسر كذلك أمام السعودية بهدفين نظيفين.
ثانيهما: أن المشكلة الواضحة في منتخبنا هي مشكلة دفاعية، فكل المباريات التي لعبها المنتخب في فترة التحضير كانت أبرز ثغرات المنتخب هي في الخط الخلفي، ومع ذلك لم يتمّ حلّ هذه المشكلة، علماً أن اللاعبين الذين يشغلون هذا المركز من أفضل اللاعبين، لكن عملية الربط والانسجام والمهام الدفاعية لم نرها بالمنتخب، وكذلك الربط بين خطوط الفريق، وغيرها من الأمور الفنية التي هي من اختصاص الفنيين ليحدّدوها ويضعوا لها الحلول الناجعة.
على العموم قد يحتاج هذا المنتخب إلى كوادر فنية اختصاصية بتأهيل اللاعبين وصقلهم، وربما كوادرنا المحلية غير قادرة على وضع بصمة احترافية تطويرية على المنتخب، لذلك فاللجوء إلى كادر أجنبي مشهود له قد يكون الحل إن أردنا تطوير مواهبنا وصناعة منتخب الأمل لمستقبل كروي واعد.