الواقع يغلب الطموحات في مشاركة منتخب الشباب الغرب آسيوية
دمشق- سامر الخيّر
اختتمت أمس منافسات بطولة غرب آسيا للشباب تحت 19 عاماً لكرة القدم. وقد شهدت هذه البطولة، التي عرفت بـ “بطولة الديار العربية” واستضافتها السعودية، مشاركة عربية كبيرة إضافة إلى مشاركة ألبانيا للمرة الأولى تاريخياً بدعوة من اتحاد غرب آسيا.
ولم يستطع المنتخب العراقي حامل اللقب في النسختين الأخيرتين الوصول إلى الأدوار النهائية، فيما مُني منتخبنا الوطني بهزيمة مستحقة في نصف نهائي البطولة أمام المنتخب السعودي بهدفين، لتتغلب الواقعية على طموحاتنا كالعادة، فكيف يمكن أن نتوقع تتويجنا باللقب ونحن نفتقر لأبسط آليات النجاح؟
للأسف، كان اتحاد اللعبة يعوّل على هذا المنتخب كثيراً من أجل أن يعود إلى “التطبيل والتزمير” بما يقوم به من جهود لإعادة إحياء كرة القدم، وخاصة أنه منذ خروجنا المذلّ من التصفيات المونديالية لم يدل أي عضو اتحاد بتصريح يهدئ غليان الشارع الرياضي ويعطي انطباعاً بأن القائمين على كرتنا لديهم ذرة من المسؤولية تجاه ما يحصل. وما يثير الاستهجان وينبئ بالأسوأ هو الفكر الموجود داخل الاتحاد، فأحد النافذين في اتحاد اللعبة تحدث عن تثبيت مشاركة منتخبنا الأول في كأس ملك تايلند خلال أيام الفيفا في شهر تشرين الأول القادم، “بانتظار ما ستؤول إليه الأمور من أجل مشاركتنا في المرحلة الثالثة من التصفيات المونديالية”، ومن يقول هذا الكلام لا يستحق أن يكون مسؤولاً أو حتى عاملاً في كرة القدم، فأي عودة للمشاركة وأي فهم لما يجري؟! بالفعل إنه عذر أقبح من ذنب.
بالعودة لمنتخب الشباب، الذي سيشارك في التصفيات المؤهلة إلى النهائيات الآسيوية، في أيلول القادم، حيث تضم مجموعتنا كلاً من فيتنام مستضيفة التصفيات وبوتان وغوام وبنغلادش، وهي أسهل مجموعة يمكن أن نقع فيها، ومع ذلك يحق لنا وضع العديد من إشارات الاستفهام حول إمكانية تأهلنا بعد أدائنا في بطولة غرب آسيا، رغم أننا نمتلك جيلاً قوياً جداً من اللاعبين المحليين والمغتربين، وعلى رأسهم نجم الأهلي أنس دهان، لكن سوء التخطيط والإعداد إضافة إلى اعتماد كادر غير كفء حالا دون تحقيقنا نتائج جيدة خلال المباريات الودية وفي البطولة، ما ينذر بالأسوأ في المشاركة القادمة إذا لم يصار إلى اعتماد عقلية جديدة بكادر جديد وإلا سنحكم على جيل آخر من شبابنا بالفشل، فما زلنا نذكر ما حصل مع منتخب الشباب السابق الذي استطاع التأهل إلى نهائيات كأس آسيا العام الماضي بعد غياب 12 عاماً، والآن لاعب واحد أساسي فقط في تشكيلة المستقيل كوبر، فيما وقع الباقون في مصيدة الدوري المحلي، فلا نجم يلمع ولا أداء ينفع، ويشذّ عن ذلك طبعاً كابتن المنتخب السابق مالك جنعير المتوج مع الوصل الإماراتي بثنائية الكأس والدوري.