بعد رحلة غرب آسيا مَن يقيّم منتخب الشباب لكرة القدم؟
ناصر النجار
مرة أخرى نعود للحديث عن منتخب الشباب لكرة القدم الذي أنهى مشاركته في بطولة غرب آسيا التي جرت في مدينة الطائف في السعودية بالخسارة أمام فريق الدولة المستضيفة بهدفين نظيفين في نصف النهائي، والحديث هنا لدراسة الأخطاء والعثرات على اعتبار أن شباب كرتنا هم أمل المستقبل، وكرتنا تعوّل عليهم الكثير في السنوات القادمة.
منتخبنا قدّم كل إمكانياته في البطولة، فهذه هي حدوده ولا يمكن تجاوزها أمام منتخبات محضّرة بشكل أفضل، ولديها طواقم إدارية وفنية اختصاصية عالية المستوى، لذلك نحن لا نلوم المدرّب هنا فهذه إمكانياته، وكلّ مدرّبينا الوطنيين على شاكلته، فكل المنتخبات السابقة بالفئة نفسها لم تتجاوز الأدوار الأولى في البطولات المهمّة على مستوى آسيا.
والموضوع يمكن أن نناقشه من وجهتي نظر، الوجهة الأولى: ضعف الفكر الثقافي الذي يحمله الكثير من الكرويين والمحلّلين، فأحد المحلّلين دافع بشراسة عن مدرّب الشباب لأسباب خاصة، وقد وجدناه بالوقت ذاته يهاجم المدرّب الأرجنتيني هيكتور كوبر لأسباب خاصة، من هنا نجد أن التناقض هذا نابع عن فقر الثقافة الكروية وضعف الرؤية التحليلية، والسبب في ذلك أن العواطف والعلاقات الخاصة والمصالح الشخصية هي التي تربط عقلنا الكروي وتوجّهه!.
ولو أن الحياد كان هدف المحلّلين والتقييم جاء وفق المصلحة العامة والرؤية الحقيقية للمنتخب لوجدنا هؤلاء يقولون: منتخبنا أخطأ في هذا المكان وأصاب في هذا المكان، ولوجدنا أنهم وضعوا العلاج لهذه الأخطاء، ولكن أن يتمّ بناء كل شيء على التبرير واختلاق الأعذار فهذا أمر ليس فيه أي تعقل وسيودي بكرتنا إلى المجهول.
وجهة النظر الأخرى أن اتحاد كرة القدم يتحمّل مسؤولية تعيين الكادرين الإداري والفني للمنتخب، ونعتقد أن التقييم يجب أن يكون موضوعياً وضمن دائرة الإدارة الفنية، فالمنتخب قُدّمت له كلّ وسائل النجاح من مباريات ومعسكرات خارجية ولقاءات دولية خلال سبعة أشهر، ومع ذلك لم يتطوّر ضمن هذه الفترة، ولم يقدّم ما يرضي، فالحصيلة العامة أن منتخب الشباب فاز على الأسهل فقط، وفوزه على فلسطين جاء بالوقت بدل الضائع، وفوزه على البحرين طبيعي لأن منتخب البحرين لم يكن قوياً أو منافساً، لذلك فإن الامتحان الرسمي لمنتخبنا كان مع المنتخبين الإماراتي والسعودي وقد خسر أمام الأول بقسوة وأمام الثاني براحة وبسبب أسلوب المدرّب المقيت في المباراة.
منتخبات الفئات العمرية لن تنجح مع أي مدرّب محلي، لذلك على اتحاد كرة القدم التعاقد مع مدرّبين أجانب مطوّرين إن أردنا مصلحة الكرة السورية، وهذه حقيقة يجب أن نؤمن بها.