عقوبة مالية على سلتنا.. واتحاد اللعبة المسؤول عنها!
دمشق- عماد درويش
لم يكن أحد يتوقع الانهيار الكبير الذي لحق بسلتنا في ظلّ اتحاد اللعبة الحالي، حيث يطالعنا كلّ مرة بأخطاء إدارية وغيرها، وغياب عن المشاركات الخارجية دون تخطيط مسبق، الأمر الذي يكلّف سلتنا غرامات مالية كبيرة وبالعملة الصعبة.
القصة تتلخّص بقيام الاتحاد الآسيوي بفرض عقوبة مالية قدرها 50 ألف فرنك سويسري (وليس بالدولار) على اتحادنا بسبب غياب منتخبنا الوطني للناشئات عن بطولة آسيا المستوى (ب) التي اختُتمت منافساتها مؤخراً في الصين، ولم يكتفِ الاتحاد الآسيوي بالعقوبة المالية فقط بل حرم سورية من المشاركة بكافة الفئات العمرية الصغيرة لكافة البطولات القارية لمدة ستة أشهر، وهي العقوبة الأقسى لسلتنا في تاريخها.
هذه العقوبة شملت منتخبنا الوطني للشباب تحت 18 سنة الذي كان يستعدّ للمشاركة في بطولة غرب آسيا في العراق في الحادي عشر من الشهر الجاري، وكم كان منظر لاعبي المنتخب “أمس” مؤلماً وهم يغادرون معسكر المنتخب بعد تدريبات استمرت لأكثر من ثلاثة أسابيع، بسبب التخطيط غير السليم و “العنجهية” التي اتبعها اتحاد السلة في التعامل مع الاتحاد الآسيوي لكرة السلة، وبالتالي فقد منتخبنا الشاب أيضاً فرصة المشاركة في التصفيات الآسيوية المقبلة المقرّرة في الأردن، ومع الأسف الضحية هذه المرة هم لاعبو ولاعبات منتخباتنا الوطنية من الفئات العمرية الصغيرة، وفي أقل من شهر انتهى حلم جيلين كاملين (شباب وشابات)، أمّا أصحاب القرارات فغداً سيكونون بمكاتبهم يستمرون بقراراتهم العشوائية.
أحد كوادر كرة السلة المقرّبة من الاتحاد أكد أن المدير التنفيذي في الاتحاد الدولي لكرة السلة لقارة آسيا أغوب خجاريان اتصل برئيس اتحاد السلة قبل بطولة آسيا للشابات وطلب منه تقديم كتاب اعتذار رسمي عن المشاركة كي لا تتعرّض سورية لعقوبات مالية، لكن الأخير لم يرسل أي كتاب اعتذار، وهذا يتحمّله رئيس الاتحاد دون غيره من الأعضاء، خاصة وأن الاتحاد يعلم أن عدم المشاركة ستسبّب غرامات واستمر بقراره غير المنطقي، وهذا يؤكد أن الأمر مبيّت وعليه يجب محاسبة كلّ من أخطأ باتخاذ هذ القرار.
القضية الأخرى أن الاتحاد مقبل على الانتخابات، وأعضاء الاتحاد مشغولون فيها منذ الآن عبر تكتلات وقرارات عشوائية لسنا في صدد التحدث عنها الآن، لكن المهمّ في الموضوع أنه في حال لم ينجح الاتحاد الحالي بالانتخابات، فإن الاتحاد المقبل سيقع على عاتقه دفع العقوبة المالية الحالية، وسيجد صعوبة في العمل مع المنتخبات الوطنية للفئات العمرية، وتؤجل كافة خططه ونشاطاته لفترة قد تمتد لسنة أخرى.
هنا لا بدّ من الإشارة إلى أن أعمار لاعبي منتخب الشابات والشباب هم تحت 18 عاماً، وبالتالي في القادم من المشاركات لن يستطيعوا المشاركة والاحتكاك الخارجي كون أعمارهم ستتجاوز الـ 18 سنة، وبالتالي خطة التطوير التي تغنّى بها اتحاد كرة سلتنا الحالي فشلت بسبب أخطاء إدارية وتعنّت فظ، والسؤال إلى متى هذا التخبّط دون حسيب أو رقيب؟ عدا أنه هدر للمال العام كون العقوبات المالية هي نتيجة أصبحت حتمية غير قابلة للطيّ.