على كييف التفكير في إطالة أمد الصراع مع روسيا
على الرغم من أن الصراع الروسي الأوكراني تحوّل إلى حرب استنزاف دموية، تعتقد أوكرانيا أنها تستطيع الاستفادة منها لشق طريقها إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، فإن حكومة فلاديمير زيلينسكي ستعدّ أن التكلفة في الأرواح هي ثمن يستحق أن تدفعه الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية.
لقد كان الحصول على الدعم لأوكرانيا لتصبح عضواً في الناتو جزءاً مهمّاً من الدبلوماسية المكوكية للرئيس الأوكراني بين حلفاء أوكرانيا الغربيين على مدار العامين الماضيين، بصرف النظر عن الضغط عليهم لتزويد أوكرانيا بمزيد من المساعدات العسكرية.
وقبل قمّة الناتو المرتقبة في واشنطن اليوم، لفت مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن الزعيم الأوكراني أُبلغ سراً خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن في حزيران الماضي، بأنه لا يمكن النظر في عضوية أوكرانيا في الناتو في الوقت الحالي، والسبب هو أن أوكرانيا فاسدة للغاية بحيث لا يمكنها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
ويحاول الأخير من أجل معالجة المشكلة بشكل مباشر منع واشنطن من جعل الفساد ذريعة لعرقلة طريق أوكرانيا إلى عضوية الناتو، ففي أيلول من العام الماضي، أقال جميع نواب وزراء دفاعه الستة دون أي تفسير، بعد أسابيع من إقالة كبير وزراء دفاعه.
ولكن ما تجدر الإشارة إليه هو أن ذلك ليس كافياً لتغيير موقف واشنطن، فقد قال المسؤول الأمريكي الذي لم يذكر اسمه: “علينا أن نتراجع ونشيد بكل ما فعلته أوكرانيا باسم الإصلاحات على مدى العامين الماضيين.. وبينما يواصلون إجراء تلك الإصلاحات نشيد بهم، لكنني أريد أن أتحدّث عن الخطوات الإضافية التي يتعيّن اتخاذها، وخاصة في مجال مكافحة الفساد، وهي أولوية بالنسبة للكثيرين منا حول الطاولة.
وفي واقع الأمر، أوضح بايدن هذه النقطة تماماً في مقابلة حصرية مع شبكة سي إن إن في تموز من العام الماضي، قائلاً: “إن الصراع يجب أن ينتهي قبل أن يفكر التحالف في إضافة كييف إلى صفوفه”.
إن الرسالة التي ترسلها الولايات المتحدة وحلفاؤها واضحة المعالم، فرغم أن أوكرانيا قادرة على الحصول على المساعدة العسكرية منهم، لكنهم لن يسمحوا لها باستخدام عضوية حلف شمال الأطلسي لجرّهم جميعاً إلى قتال ضد الروس، والفساد ليس سوى ذريعة تستخدمها واشنطن لإغلاق باب الناتو في وجه كييف.
وبما أنه يبدو من المستحيل بالنسبة لأوكرانيا، حتى مع خسائرها الفادحة، أن تحصل على العضوية التي ترغب فيها لتحويل نفسها من منطقة عازلة بين روسيا والغرب إلى عضو في الغرب، يجب على كييف أن تفكّر جدياً في النتيجة النهائية بدلاً من إطالة أمد الصراع إلى أجل غير مسمّى.
دراسات