ما الذي يجري في أروقة اتحاد كرة السلة؟
دمشق- عماد درويش
ما يجري في اتحاد كرة السلة من تخبطات، يجعلنا نتساءل هل عادت بنا الأيام إلى المشكلات التي عصفت بسلتنا فيما مضى، فما يجري حالياً في أروقة اتحاد كرة السلة يؤكد أن المشكلات موجودة ولم تعد خافية على أحد، بل باتت تجعلنا نضع ألف إشارة استفهام حول عودتها مجدداً.
ومن المشكلات التي ظهرت في اتحاد السلة العقوبات المالية من قبل الاتحادين الدولي والآسيوي التي تلقاها خلال فترة عمله منذ أن تمّ انتخابه وحتى الآن، ومنها على سبيل المثال لا الحصر عقوبة على منتخبنا الوطني للمهارات الفردية لغيابه عن بطولة العالم، وغيابه أيضاً عن البطولة الآسيوية للستريت بول 3 × 3 للرجال، وآخرها العقوبة لغياب منتخب الشابات عن بطولة آسيا، وقبلها عقوبة عربية لغيابنا عن بطولة العرب للمنتخبات، وبعض تلك العقوبات مبررة والأخرى واهية، والخاسر بكافة الأحوال كرة السلة السورية التي شهدت انحداراً في ظلّ الاتحاد الحالي.
ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، فقد شهد الاتحاد عدة مشكلات واستقالات كادت أن تؤدي باللعبة إلى الهاوية، فقد عمد الاتحاد إلى إبعاد خبرتين من خيرة الخبرات في السلة السورية، فتمّ استبعاد جاك باشاياني ومصباح فاخوري وأيمن سليمان لأسباب غير مقنعة، وكان الأجدى بالقيادة الرياضية أن ترمّم الاتحاد بدلاً من الشاغرين، لكنه لم يحدث، ما أدى لتفرد رئيس الاتحاد بالقرارات التي كانت تصدر دون حسيب أو رقيب!.
خيبات كرة السلة لم تتوقف ولم تقتصر على منتخبي الرجال والأولمبي بل وصلت للفئات العمرية الصغيرة، مع وجود استثناءات أو إشراقات خاصة عند العنصر الأنثوي (بالصغيرات) لكن على مستوى غرب آسيا فقط وبمشاركة أربعة منتخبات في البطولات التي تواجدنا فيها، أما على صعيد السيدات فلم نشارك سوى ببطولة وحيدة لغرب آسيا، ولولا بعض الخبرات لما شاركنا فيها، ولعلّ التراجع في النتائج والمستوى الذي حققته تلك الفئات بحاجة لوقفة صريحة من المعنيين.
أمر آخر يتمثل بإبعاد خبراء السلة السورية عن استلام إدارة منتخباتنا الوطنية بكافة الفئات على سبيل المثال، فأين هو عبد الكريم فاخوري (الذي عوقب من الاتحاد لأسباب غير منطقية) وأين عمر حسينو وعثمان قبلاوي وغيرهم الكثير، وبدلاً من تعيين تلك الخبرات قام الاتحاد بتعيين وهبي الكردي مديراً للعلاقات العامة للمنتخبات الوطنية للفئات العمرية الذي هو بالأساس ينتمي لأسرة كرة اليد، مع العلم أن هناك خبرات عملت سابقاً مع منتخباتنا الوطني وأثبتت جدارتها، والسؤال هل خلت سلتنا من الكوادر ليصار إلى تعيين خبراء من ألعاب أخرى؟.
ويبدو أن اقتراب موعد الانتخابات جعل اتحاد السلة يقوم بتعيين أشخاص مقربين منه، فقام بتغيير لجنة المدرّبين وعين مديراً للعلاقات العامة، والحبل على الجرار، ولا نستبعد تغييراً شاملاً في بقية لجان الاتحاد ووضع الأشخاص المقربين ليمنحوه أصواتهم.
هذا غيض من فيض مما يجري في اتحاد اللعبة الشعبية الثانية، وهنا لا بدّ من طرح عدد من التساؤلات حول واقع العمل بالاتحاد الذي يتحكم بقراراته رئيس الاتحاد حصراً دون أخذ رأي أعضاء الاتحاد الذين يعملون كـ”كومبارس”؟!.