اختفاء الصندوق الأسود..!!
غسان فطوم
كثرت بشكل ملحوظ حوادث السير على الطرقات، وبشكل خاص بين المحافظات، وأغلبها حوادث بولمانات سياحية عائدة لشركات سياحية مرخصة، وبعضها الآخر لباصات توصنف بـ “شبه بولمان”، عدا عن حوادث باصات “الهوب هوب”، وغيرها من أنواع حافلات النقل العامة والخاصة، ودائماً ما تكون “السرعة الزائدة” هي المتهم الأول في الحادث، على الرغم من وجود أسباب أخرى ومنها الحالة الفنية للمركبة!
وبحسب أرقام المرور، بلغ عدد “حوادث السير في العام الماضي 327 حادث باص، أما خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، فبلغ عددها 156 حادثاً”، ومع إيماننا بالقضاء والقدر، لكن لا مبالاة السائقين ورعونتهم تتسبّب بالكثير من الحوادث التي تودي بعشرات الضحايا الأبرياء.
ثمّة سؤال نطرحه هنا: أين اختفى الصندوق الأسود الذي يراقب سرعة البولمان ويخالفه في حال تجاوز السرعة المحدّدة بـ 90 كم في الساعة في المنعطفات، بل و60 كم/ سا في بعض المناطق الأخرى ذات الخطورة كالمنحدرات؟! للأسف الغالبية العظمى من السائقين لا يلتزمون بالسرعات المحدّدة على الطرقات بين المحافظات، وعبارة “الطريق مراقب بالرادار” لا تعنيهم بشيء، حتى في أماكن تواجد مراكز الشرطة الطرقية تجد بعضهم يحلو له ممارسة “هواية الموت” في السرعة الجنونية غير مبالٍ بالقوانين المرورية، ولا بأرواح من معه!
على خلفية الحادث الأخير لبولمان سياحي وقع منذ أيام بالقرب من مصفاة حمص، ذكر مسؤول في المرور أن “العمل جارٍ على إعادة الصندوق الأسود للبولمانات للمساهمة في ضبط الحوادث”.
إن هكذا خطوة نستغرب كيف يتمّ التغاضي عنها أو نسيانها، علماً أن تجربتها نجحت حين تطبيقها، فمن له مصلحة باختفاء الصندوق الأسود؟!.. سؤال من حقنا أن نسأله مع كثرة حوادث باصات النقل على اختلاف أنواعها!.
أمر آخر لا يقلّ أهمية، يجب أن يؤخذ بالحسبان، وهو الفحص الفني الدوري للباصات، ولعلّ من ينظر لحال العديد منها يجد بعضها بحالة فنية سيئة، ويستغرب كيف يتمّ السماح لها بنقل الركاب!، حتى الدواليب هناك استهتار في تبديلها بالوقت المناسب، مما يجعلها عرضة للانفجار نتيجة عوامل الطقس الحار، والسرعة الزائدة.
بالمختصر، نحترم جهود إدارة المرور وفروعها في المحافظات، ولكن الواضح أن هناك تمرداً على قوانين وأنظمة السير، نتيجة وجود نوع من التراخي أو التغاضي عن العقوبة للمخالفين، نأمل من المعنيين النظر فيه، عدا عن عدم التزام أصحاب المركبات (الباصات) أو الشركات المشغلة لها بالصيانة الدورية والتأكد من الحالة الفنية للمركبة تجنباً للحوادث، و”النهفة” أن بعضها يضع شعار “أمان وضمان” وغيرها من شعارات غير موجودة بالواقع!!