صحيفة البعثمحليات

برامج تدريبية للوصول إلى “سوق العمل”.. وقريباً حاضنة لاستقبال الأفكار الريادية

دمشق- ميس خليل

بهدف تعزيز فرص دخول الطالب إلى سوق العمل ومساعدته في الحصول على الوظيفة المناسبة، يقدّم مركز التمكين والريادة الطلابي في جامعة دمشق العديد من البرامج التدريبية الداعمة.

مدير المركز الدكتور أحمد خضر بيّن لـ”البعث” أن المركز اعتمد نهجاً بأن لا يتمّ التدريب لمجرد التدريب وإنما تمّ الانطلاق من فكرة تحديد الفجوة بين التعليم النظري الذي يتلقاه الطالب في الجامعة ومتطلبات سوق العمل من المهارات العامة والتخصصية واللازمة لدخول سوق العمل، وتحديد هذه الفجوة يتطلّب أولاً حصر احتياجات سوق العمل الرئيسية.

وأشار خضر إلى أن الفاقد الوحيد الذي لا يعوّض على مستوى الفرد هو الزمن، لذلك يتخرج معظم طلابنا من الجامعة ومن ثم يدخلون بمرحلة تأهيل أنفسهم، وبعدها يبدؤون البحث عن فرصة عمل، لذلك عمدنا إلى أنه خلال فترة الجامعة يجب أن يكون الطالب قادراً على ترميم هذا الفاقد، وانطلقنا بتحديد الاحتياجات عن طريق استطلاع رأي موجّه للطلاب لحصر الاحتياجات الحقيقية والمهارات المتوافرة لديهم واهتماماتهم التدريبية، كما تمّ استشارة الخبراء الذين هم من داخل الكليات وعلى تماسٍ مباشر مع الطلاب ولديهم خبرة عملية، وبناءً على ما تمّ تحديده من فجوة في المهارات والقدرات، قام المركز ببناء خطة برامج تدريبية متنوعة تتناول المهارات العامة والمهارات اللغوية والمهارات التخصصية، بالإضافة إلى مهارات العمل الحرّ ومهارات البحث العلمي.

وتركزت المهارات العامة على برنامج “طريقك إلى سوق العمل” الذي تضمّن خمس ورشات تدريبية عملية، اتسمت بالأسلوب التفاعلي والنقاشات الغنية بالأفكار والطروحات الجادة، حيث مكّنت تلك الورشات الطلاب المتدرّبين من مهارات متنوعة تتعلق بكيفية البحث والحصول على الوظيفة المناسبة، والاطلاع على متطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى الاستراتيجيات المناسبة لصياغة وبناء سيرة ذاتية احترافية تلائم متطلبات الشواغر الوظيفية الحالية، وتسهم في التسويق الشخصي وكسب فرصة العمل المناسبة، إضافة إلى تزويد المتدربين بالتكنيكات الأساسية لاجتياز مقابلة العمل بنجاح، وتمّ العمل مع المتدربين ضمن هذا البرنامج على تعزيز مفهوم العمل الجماعي ومهارات التواصل. وأشار خضر إلى أنه بعد ذلك اتجه المركز نحو تلبية الاحتياجات القطاعية من خلال برامج تخصصيّة لطلاب الهندسة والطب والصيدلية، مؤكداً أن جهد المركز تكاملي مع باقي الجهات والمؤسسات والشركات الداعمة لتأهيل الشباب، وجميع هذه البرامج والورشات مجانية بالكامل، وبلغ عدد الطلاب المتدربين نحو ٣٠٠ طالب خلال الشهرين الماضيين.

وذكر مدير المركز أن هدف المركز ليس فقط التدريب وإنما لديه توجّه آخر في نشر ثقافة ريادة الأعمال لدى الطلاب، فالعديد من الطلاب يحملون أفكاراً ريادية، وهذه الأفكار تحتاج إلى دعم لتتحوّل إلى استثمارات، وفي هذا الإطار سيتمّ قريباً افتتاح حاضنة تستقبل الأشخاص ممن لديهم الأفكار الريادية والإبداعية واحتضانهم داخل المركز وتأمين جميع المتطلبات الخاصة لتنتقل الفكرة إلى مشروع والمشروع يبدأ بالعمل. منوهاً بأن فكرة الاحتضان قد تستمر من سنة إلى سنة ونصف، بعدها يطلق المشروع لسوق العمل بشكل مباشر كشركة ناشئة، كما سيتمّ إقامة مجموعة من الورشات التدريبية لترسيخ فكرة ريادة الأعمال الصحيحة.

وبيّن خضر أن المركز يهتمّ أيضاً بالإرشاد الأكاديمي والمهني، خاصة وأن الضاغط الأساسي في تحديد الاختصاص من قبل الطالب أحياناً يكون من قبل الأهل والمجتمع وقد تكون ميول الطالب لا تؤخذ بعين الاعتبار، لذلك سيقوم المركز بتطوير مجموعة من الاختبارات لمساعدة الطالب في تحديد ميوله والتوجّه الاكاديمي الأكثر قرباً له، كما يهتمّ المركز أيضاً بالإرشاد الأكاديمي داخل الجامعة لدعم الطلاب، بالإضافة إلى التوجيه المهني للمهنة الملائمة التي يختارها الطالب بعد التخرج، ومن خلال التعاون مع الكليات سيتمّ اعتماد تجارب حقيقية للطلاب بالتشارك مع أشخاص مفتاحيين “خريجين نجحوا في سوق العمل”، ويصبح هؤلاء بالنسبة لنا بنك معلومات يمكن العودة لهم من قبل الطالب لتحديد التوجّه المهني الصحيح، كما سيتمّ التشبيك مع الشركات لتوظيف عدد من الأشخاص المتميزين داخل تلك الشركات. وعرج خضر على فكرة وجود الكثير من الجمعيات الداعمة للفكر التنموي داخل سورية والمرّخصة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والتي تقوم بتنفيذ دورات تدريبية للطلاب، لذلك نعمل في المركز على استقطاب مجموعة من المؤسسات والجمعيات لتنفيذ دورات تدريبية داخل مركز التمكين والريادة الطلابي.