أخبارصحيفة البعث

دعوات دولية لحلف الناتو للتفكير ملياً في تصرفاته

عواصم- تقارير   
تتواصل الانتقادات لسلوك حلف الناتو غير المسؤول والمهدّد للأمن الجماعي والسلم الدولي، وخاصة في خضم الحرب الاوكرانية، وإعلان العداء المباشر لروسيا ولكل دولة تعارض سياسات هذا الحلف المدمرة.

وفي السياق، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن البنية التحتية العسكرية لحلف الناتو تتحرك باستمرار نحو حدود روسيا، مشدداً على أن موسكو تعتبر هذا التوسع بمثابة تهديد غير مقبول لأمنها، مضيفاً: إن “هذا تهديد خطير للغاية للأمن القومي لبلدنا، ما سيتطلب منا تدابير رد مدروسة ومنسقة وفعالة لردع حلف شمال الأطلسي”.

وأوضح أن “خصوم روسيا في أوروبا والولايات المتحدة ليسوا مؤيدين للسلام والحوار بشأن أوكرانيا، كما يتضح من الإعلان الذي تم تبنيه في قمة الناتو وهم يقدمون حلف شمال الأطلسي كأداة للمواجهة وليس للسلام والأمن”.

ولفت بيسكوف إلى تصريحات الأوروبيين ضد الإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ومباحثاته في موسكو والصين حول إحلال السلام في أوكرانيا، وقال: “إنهم لا يتنصلون فقط من سلطته تماماً”.

من جانبها، طالبت الصين “الناتو” بالتفكير ملياً في تصرفاته فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية واتخاذ خطوات لحلها بدلاً من مواصلة إلقاء اللوم على الآخرين، وقالت البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي في بيان: “إن بيان قمة الناتو في واشنطن تسيطر عليه عقلية الحرب الباردة والخطاب الحربي، والأجزاء المتعلقة بالصين في الإعلان استفزازية ومليئة بالأكاذيب والتشهير والتحريض، ونحن من جانبنا نرفض بشدة وندين هذه الاتهامات وقد قدمنا احتجاجاً جدياً إلى الحلف”.

وأضافت البعثة: “إن الموقف الأساسي للصين بشأن القضية الأوكرانية هو تعزيز محادثات السلام والتسوية السياسية، وهو الأمر الذي حظي باعتراف وتقدير واسع النطاق من قبل المجتمع الدولي”.

وفي شأنٍ متصل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن بلاده ترفض المزاعم التي وردت في البيان الختامي لقمة الناتو في واشنطن حول إرسال إمدادات عسكرية إلى روسيا في الحرب الأوكرانية، معتبراً إياها “بعيدة عن الصحة وذات أهداف سياسية مرفوضة”، كما أوضح أن “أي محاولات ترمي إلى ربط الحرب الأوكرانية بالتعاون الثنائي بين بلاده وروسيا هي ذات طابع سياسي مغرض هدفه إضفاء الشرعية على التدخلات واستمرار تدفق المساعدات العسكرية للغرب إلى أوكرانيا”.

ولفت كنعاني إلى أن إستراتيجية طهران قائمة دائماً على العمل باتجاه تعزيز الدور البناء والباعث للاستقرار وإرساء الأمن المستدام في المنطقة والعالم، وهذا ما ينطبق على سبل حل الأزمة الأوكرانية.

وعلى المقلب الغربي، قال رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان إن الدور المتصاعد لحلف الناتو في أوكرانيا خطير وغير مسؤول، محذراً من أن الحلف يتصرف أكثر فأكثر كمنظمة حرب، ومؤكداً أن “الناتو تأسس قبل 75 عاماً بهدف معلن هو حماية أمن أعضائه، لكنه وفيما يبدو اليوم يبتعد عن هدفه الأصلي ويتصرف أكثر فأكثر كمنظمة حربية، وأحد المؤشرات على ذلك هو تزايد دوره النشط في الحرب الروسية الأوكرانية، وهذا في رأينا أمر خطير وحتى غير مسؤول، لأنه لا يمكن لأحد أن يرى كيف ستؤول الأمور أو إلى أين سننتهي”.

وأكد على أن هنغاريا لن تشارك في مهمة الناتو في أوكرانيا، لكنها ستفي بكامل التزاماتها تجاه الحلفاء، فيما أكد وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو في مقابلة مع التلفزيون الهنغاري أن تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا ليس ضمن واجبات أعضاء الناتو، وأن محاولات قيادة الحلف ترجمتها إلى مؤشر على الولاء تجاه الحلفاء هي مجرد نفاق.

وأضاف سيارتو: إن “أوكرانيا ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي، كما أن أمن الحلف لا يعتمد على مدى قوة أوكرانيا بل على مدى قوتنا لأن الناتو ليس تحالفاً هجومياً بل دفاعي أنشئ للدفاع عن نفسه من الهجمات الخارجية”، مُذكّراً بأن 22 دولة فقط من أصل 32 دولة عضو في الحلف تنفق نسبة الـ 2 بالمئة المطلوبة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، في حين لا تفي بقية الدول بهذا الالتزام.