دراساتصحيفة البعث

وول ستريت جورنال: تم خداعنا باسم “الديمقراطية”

أشار جيري بيكر، رئيس تحرير صحيفة وول ستريت جورنال، إلى أنه تم خداع الأمريكيين سنوات باسم “الديمقراطية”، وأن هذا الخداع “انهار” مع المناظرة الرئاسية الأخيرة بين بايدن وترامب.

وأضاف: إن خيال كفاءة بايدن يشير إلى أن الديمقراطيين الذين اعتقدوا أنهم يستطيعون الإفلات من العقاب من خلال الترويج في إدامة هذا الخيال، كشفوا أيضاً عن ازدرائهم للناخبين وللديمقراطية نفسها.

وعندما يقول رئيس تحرير وول ستريت جورنال: إن “الخداع والتلاعب” انهار مع المناظرة بين بايدن وترامب على قناة سي إن إن، فهذا يعني أنه ينبغي للأمريكيين الانتباه وإدراك أن الغمامة سقطت أخيراً من أعينهم. ما تم تسليط الضوء عليه هو خيال الديمقراطية وأيضاً خيال أمريكا التي عدّت نفسها “رائدة” للإنسانية وأمة استثنائية.

وأكّد بيكر أنه تم صنع القرار الوطني، عن طريق الخداع، وقد عكس التمرّد الذي شهدته الانتخابات الأوروبية الأخيرة هذا السخط، مضيفاً: إن حالة بايدن معروفة منذ فترة طويلة، فمن الذي كان يدير الأمور؟ ومن الذي اتخذ قراراتٍ يومية حاسمة بشأن الحرب والسلام وتكوين السلطة القضائية وحدود سلطة الدولة؟.

يقدّم محرر وول ستريت جورنال الإجابة بأن أعضاء المجالس غير المنتخبين، وقراصنة الحزب، وأفراد الأسرة المتآمرين، والمتطفلين العشوائيين، هم الذين يتخذون القرارات اليومية الحاسمة بشأن هذه القضايا.

في السياق نفسه، يقول سيمور هيرش، الصحفي الاستقصائي الشهير: “إن انجراف بايدن إلى الفراغ مستمر منذ أشهر، حيث يطالب هو ومستشاروه في مجال السياسة الخارجية بوقف إطلاق النار الذي لن يحدث في غزة، مع الاستمرار في إرسال الأسلحة إلى “إسرائيل” التي تجعل وقف إطلاق النار أقل احتمالاً. وهناك مفارقة مماثلة في أوكرانيا، حيث قام بايدن بتمويل حرب لا يمكن كسبها، في حين رفض المشاركة في المفاوضات التي قد تنهي المذبحة.

الحقيقة وراء كل هذا، كما قيل لهيرش منذ أشهر، هي أن بايدن ببساطة “لم يعُد هناك” من حيث فهم تناقضات السياسات التي اتبعها هو ومستشاروه في السياسة الخارجية. فمن ناحية، تقول صحيفة بوليتيكو: “إن فريق بايدن المنعزل على دراية بالمساعدين القدامى الذين ما زالوا يحظون باهتمام الرئيس: مايك دونيلون، وستيف ريكيتي، وبروس ريد، بالإضافة إلى تيد كوفمان وكلاين في الخارج، لم يغيّر هؤلاء الأشخاص منذ 40 عاماً.

وهكذا، يتم اتخاذ القرارات من “قرية واشنطن” الصغيرة، وبطبيعة الحال، فإن جيك سوليفان وبلينكن يقعان في قلب ما يسمى الرؤية “المشتركة بين الوكالات”. هذا هو المكان الذي تتم فيه مناقشة السياسة بشكل رئيسي.

وهذه القرية موزعة عبر مصفوفة من “المجموعات” المتشابكة التي تشمل المجمع الصناعي العسكري، وقادة الكونغرس، والمانحين الكبار، وول ستريت، ووزارة الخزانة، ووكالة المخابرات المركزية، ومكتب التحقيقات الفدرالي، وعدد قليل من القلة العالمية وأمراء عالم الاستخبارات الأمنية. ويزعم كل هؤلاء “الأمراء” أن لديهم رؤية للسياسة الخارجية ويقاتلون كالقطط لحماية استقلال إقطاعتيهم.

ونوه بيكر إلى وجود عاملين على الانحدار الغربي، أولهما أن انهيار الاتحاد السوفييتي جعل الولايات المتحدة متوترة للغاية إلى درجة أنها أطلقت العنان لتوسع الإمبراطورية العالمية على نحو متناقض في ظل حقيقة مفادها أن الغرب كان منهكاً بالفعل.

والعامل الثاني، للانحدار يكمن، في إعلان أمريكا عن نفسها أعظم دولة عسكرية في العالم، على عكس حقيقة أمريكا التي تخلت منذ فترة طويلة عن الكثير من قدرتها الصناعية (وخاصة قدرتها العسكرية)، واختارت مواجهة روسيا المستقرة، وهي قوة عظمى عائدة، ومع الصين التي رسخت مكانتها عملاقاً للتصنيع العالمي والعسكري أيضاً.

دراسات