“ننتظر القطار”.. حين يصبح سفر الشباب هاجساً لكن الأمل مفقود و الطريق معطل
طرطوس- محمد محمود
فكرة جديدة بقالب كوميدي طرحها المخرج الشاب حسن نصر في مسرحيته “ننتظر القطار” محاولاً علاج موضوع الهجرة والسفر وخصوصا هجرة أصحاب الكفاءات والعقول.
المسرحية تم عرضها مساء ٩ تموز على خشبة المسرح الثقافي العربي بطرطوس وتتحدث عن مجموعة شباب يبحثون عن الأمل من خلال سفرهم بالقطار ضمن عدة مشاهد يؤديها مجموعة من الأطفال بطابع كوميدي توعوي مبسط يجاري تفكيرهم.
يبدأ العمل بعرض بضعة مسافرين ينتظرون على السكة الحديدية قطار السفر، ولكن هذه السكة قديمة ومعطلة ولا يمكن لأي قطار أن يمر عليها مقابل أن هؤلاء المسافرين تركوا ورائهم سكة أخرى تعمل دوماً وتسير عليها رحلات القطار باستمرار وكأنهم بذلك ينتظرون سراباً و أملاً لن يأتي دون التفكير بأنه يجب عليهم أن يتحركوا ولو خطوة واحدة نحو الأمل ليصلوا إلى أهدافهم كما يتخلل العرض مشاهد لعائدين من السفر بعد أن قضوا سنوات عمرهم في الغربة، ومنهم من عمل وكسب وعاد غنياً ولكن تدهورت صحته بسبب الإجهاد في العمل ،ومنهم من عاد كما ذهب ولم تتاح له الفرصة بالرزق والعمل.
ليكتشفوا بالنهاية أنهم أخطأوا المكان وقرروا البقاء في وطنهم وأرضهم لإعادة إعمارها بعد نتيجة تأخر القطار ، لكن سرعان ما أن ظهر القطار المنتظر فنسيوا وعودهم لأرضهم ورحلوا عنها.
المخرج حسن نصر بين في تصريح لـ “البعث” أن المسرحية تعكس حالة وطننا وخصوصاً فئة الشباب الذين يعتقدون أن السفر هو الحل لمشاكلهم، وأن الأموال تنتظرهم في الخارج دون معرفة أن عليهم العمل ساعات طويلة ومتواصلة ضريبة لحياة الاغتراب طالت فترة العمل لصعوبة العمل، وحول تفاصيل العمل و الصعوبات التي واجهت فترة التحضير بين نصر أن مشكلات عديدة، خصوصاً من بعض الأهالي الذين سحبوا أطفالهم من الفريق بأوقات حرجة، لكن العمل الجماعي كما عودنا الأطفال لا يعتمد على شخص واحد بل على الجماعة لذا تجاوزنا تلك المصاعب والتحديات يداً بيد وأثبت الأطفال أنهم سبقوا عمرهم بالوعي والثقافة، وأضاف حسن ضعف إمكانيات المسرحية أثر على العمل قليلاً، لكن في المقابل كان هناك مجهود ملموس من مديرة المسارح لدعم الشباب المسرحي، وجهود المسرح القومي بطرطوس ومديرته غادة عيسى التي تجلس في مكانها الصحيح لدعم كل حركة مسرحية وتقويتها بالمدينة.
وختم نصر نأمل يصبح الواقع المسرحي أفضل مع الوقت ومع دعم الإعلام له والأشخاص المهتمين.
تخلل العرض 3 فقرات فنون شعبية أدتها فرق متخصصة بالفن الشعبي وشارك بالعرض ثلاثة عشر طفل وطفلة تدربوا على الأساسيات الأدبية للمسرح والأساسيات المسرحية خلال فترة تجاوزت الـ 7 شهور.