سورية تجدد أمام مؤتمر إعلان التعهدات للأونروا دعمها للوكالة وإدانتها انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضدّها
نيويورك-سانا
عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بنيويورك الليلة الماضية مؤتمرها السنوي لإعلان التعهدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، بمشاركة سورية وممثلي الدول الأعضاء، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمفوض العام للوكالة فيليب لازاريني.
وأكد مندوب سورية الدائم السفير قصي الضحاك على الدور المهم الذي تقوم به الوكالة في دعم الشعب الفلسطيني داخل أرضه المحتلة وفي دول الجوار ومنها سورية، مشيراً إلى التحديات الجسيمة التي تواجهها الأونروا، جراء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، واستهدافه المتعمد لطواقم الوكالة، وتدمير مقارها ومدارسها، والمحاولات الرامية لتصفيتها عبر حجب التمويل عنها.
وأعرب الضحاك عن التعازي للمفوض العام للأونروا ولعائلات 195 من العاملين فيها فقدوا أرواحهم جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، مشدداً على رفض سورية أي محاولات للمساس بدور وولاية الوكالة خدمة لأجندة الاحتلال، كما أدان الانحياز السافر والدعم غير المحدود الذي توفره الإدارة الأمريكية وحلفاؤها لكيان الاحتلال.
وأوضح الضحاك أن قطع بعض الدول التمويل عن الأونروا يأتي في وقت هي بأشد الحاجة للدعم للاستجابة للمعاناة الهائلة في قطاع غزة، داعياً الدول المانحة إلى توفير التمويل اللازم للوكالة بشكل سريع ومرن ومستدام، لتمكينها من مواصلة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في وطنه وفي الدول المضيفة ومنها سورية.
بدوره أشار مندوب فلسطين رياض منصور إلى أنه بعد مرور 75 عاماً على إنشاء وكالة الأونروا لا تزال محنة اللاجئين الفلسطينيين مستمرة، وأن الأونروا تظل مسؤولية دائمة تقع على عاتق المجتمع الدولي الذي ينبغي عليه الحفاظ على القواعد التي تحميها ومحاسبة أولئك الذين ينتهكونها، لأن الوكالة تشكل شريان حياة للاجئين الفلسطينيين.
وقال منصور: نحو عشرة أشهر مؤلمة ومروعة مرت على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولم يعد هناك مكان آمن في القطاع، حتى تحت راية الأمم المتحدة، حيث لا تزال مدارس الأونروا تتعرض لقصف الاحتلال الإسرائيلي في هجوم تلو الآخر، ما يزيد الخسائر والدمار، مشددا على ضرورة وضع حد لهذا الظلم، وعلى وجوب مواصلة العالم جهوده لضمان حصول اللاجئين الفلسطينيين على المساعدات الإنسانية اللازمة، والعمل على إنهاء الكابوس الذي يعيشونه.
من جهته حذر المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني من محاولات تفكيك الوكالة بسبب دورها في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، لافتاً إلى أن الفشل في الرد على تلك المحاولات من شأنه أن يترك كيانات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى عرضة لهجمات مماثلة.
وقال لازاريني: غزة مدمرة، وأكثر من مليوني شخص محاصرون في جحيم، حيث نزحوا مراراً عبر منطقة مدمرة، والأطفال والنساء يتحملون وطأة هذه الحرب الوحشية، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يشهدون اليوم أكبر مأساة لهم منذ عام 1948.
وبين المفوض العام للأونروا أنه حذر مراراً وتكراراً من أن نموذج تمويل الأونروا غير متوافق مع تفويضها بتقديم خدمات عامة، لافتاً إلى أن أكثر من عقد من نقص التمويل المزمن، والافتقار إلى الموارد اللازمة لتنفيذ تفويضها، وتدابير التقشف الشديدة، أدت إلى تآكل جودة خدمات الوكالة.
وأوضح لازاريني أنه لدى الوكالة أموال لمواصلة العمل حتى أيلول القادم فقط، مبيناً أنه لم يتم توفير سوى 20 بالمئة من النداء الإنساني العاجل لصالح الأرض الفلسطينية المحتلة، الداعي إلى توفير 1.2 مليار دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية الحرجة حتى نهاية العام، ومن النداء العاجل لتوفير احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في سورية ولبنان والأردن.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة شدد في كلمة له خلال الافتتاح، على أن الوكالة هي العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة وأنه لا بديل عنها، مناشداً الجهات المانحة بضرورة تمويل الأونروا، لأنه من دونها سيفقد الفلسطينيون شريان حياةً حيوياً.
وقال غوتيريش: صحيح أننا نواجه فجوة واسعة في التمويل هذا العام، لكن الفلسطينيين أيضاً يواجهون فجوات صارخة في جميع المجالات، والعاملون في الأونروا لم يسلموا من الرعب حيث قضى 195 منهم، وهو أعلى عدد من الموظفين الضحايا في تاريخ الأمم المتحدة، مجدداً الدعوة إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري في قطاع غزة، ووضع حد للحرب الرهيبة على الشعب الفلسطيني، وللعقاب الجماعي الذي يتعرض له.