“مجزرة المواصي”.. إبادة أخرى
تقرير – سنان حسن
مرة أخرى وبذريعة واهية، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق النازحين في مواصي خان يونس راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد وجريح من الأبرياء الأطفال والنساء وكبار السن. مجزرة جاءت في توقيت ينتظر العالم فيه الاتفاق على وقف إطلاق نار، وإنهاء العدوان المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر، ولكن يبدو أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وعصبته المتطرفة وداعميهم لم يشبعوا بعد من الدم الفلسطيني، فأداة الجريمة من القنابل التي أوقفت أمريكا تزويدها لـ”إسرائيل” ومع وصول نصف الدفعة استخدم جيش الاحتلال ثمانية قنابل زنت كل واحد منها ألفي كيلوغرام.
منذ إعلان الرئيس الأمريكي جون بايدن عن مبادرته لإنهاء الحرب في غزة، والتي اعتمدها مجلس الأمن كمسار للحل، لم تتوقف آلة الحرب الصهيونية عن ارتكاب المجازر والجرائم بحق الفلسطينيين في غزة، من قتل وحرق وتهجير وهدم بيوت وحرق خيم النازحين، أمام أعين الإدارة الأمريكية التي وعلى مسؤوليتها تبرر ما تقوم به “إسرائيل” بحقها في الدفاع عن نفسها، أما تنفيذ قرار مجلس الأمن وإيقاف الحرب فعلى المقاومة الفلسطينية أن تتنازل وتخضع للإملاءات الإسرائيلية دون نقاش أو حتى طلب أي مطلب لحماية حاضنتها الشعبية.
واليوم ومع ارتكاب مجزرة المواصي، وحديث نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي بعد 101 من عدم الظهور الإعلامي المباشر، يتبين أن مخطط القتل والإبادة بحق الفلسطينيين في القطاع متواصل وبدعم أمريكي كبير، وأن كل الضجة الإعلامية وإرسال وفود إلى هذه العاصمة أو تلك لإجراء مفاوضات، ما هو إلا ذر للرماد في العيون، ومحاولة لتمرير الوقت لارتكاب المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، فبرأي نتنياهو زيادة الضغط العسكري في الميدان، سيجبر المقاومة على التنازل والخضوع لشروطه التي تضمن بقاءه وائتلافه المتطرف في السلطة، ولكن ماذا عن موقف المقاومة من كل ما يجري؟.
مع التعنت الإسرائيلي المتواصل وارتكابها مجزرة المواصي والشاطئ، وما تلاها من محاولات تبرير إسرائيلية وأمريكية على حد سواء للمجزرة، أعلنت فصائل المقاومة تعليق المفاوضات الجارية في القاهرة حتى إشعار، بسبب عدم جدية الكيان الصهيوني في المضي بها، ورفضه تقديمه ضمانات لإيقاف الحرب بعد إنجاز عمليات تبادل الأسرى، واستمراره في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق الأبرياء ومنع دخول المساعدات، فالمقاومة تدرك أن ما عجز نتنياهو عن تحقيقه بالميدان العسكري لن يناله في المفاوضات، وأن ما يسوقه الاحتلال من أكاذيب وروايات عن جرائمه ومجازره التي يرتكبها (وجود قائد للمقاومة لحظة تنفيذ العملية)، لن تستطيع شق الصف بين المقاومة وحاضنتها الشعبية التي يوماً بعد يوم تزداد التصاقاً بأبنائها المقاومين، وتؤكد أن هناك ألاف من أبنائها الشباب الجاهزين للمواجهة ومقارعة العدو في كل محاور الاشتباك والمواجهة حتى تحقيق النصر.