ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته 25% في حمص
حمص- نبال إبراهيم
تشهد أسعار الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان في محافظة حمص حالياً ارتفاعاً جديداً بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بأسعارها خلال الشهرين الماضيين، حيث بات سعر كيلو الحليب في المدينة حالياً يسجل ما يزيد عن 7500 ليرة سورية بعد أن كان سعره بنحو 6000 ليرة وما دون، وكيلو اللبن ما بين 8 إلى 8.5 آلاف بعد أن كان بحدود 6500 ليرة، وكيلو اللبنة الكاملة الدسم يزيد عن 40 ألفاً بعد أن كان بحدود 30 ألف ليرة، وكيلو القريشة ما بين 40 إلى 45 ألفاً بعد أن كان ما بين 30 إلى 35 ألف ليرة، وكيلو الجبنة البلدية إلى ما بين 45 إلى 60 ألفاً حسب نوعها ونسبة الدسم فيها بعد أن كانت لا تتعدى 40 ألف ليرة.
وبيّن عدد من المواطنين ممن التقتهم “البعث” خلال جولتها في بعض أسواق المدينة أن الارتفاع الدائم واللا معقول في مختلف المواد الغذائية، ومنها الحليب ومشتقاته من الأجبان والألبان بين الفترة والأخرى، دفعهم لإلغائها من قائمتهم الغذائية والاستغناء عنها بشكل كامل لعدم مقدرتهم على شرائها.
وأشاروا في حديثهم إلى أن تأمين احتياجات العائلة من الحليب ومشتقاته إذا أرادت أن تواظب على شرائها بات يحتاج لنحو مليون ليرة شهرياً، متسائلين هل بمقدور أي عائلة محدودة الدخل ولديها عدة أطفال أن تؤمّن مستلزمات أطفالها من الحليب ومشتقاته بعد هذا الارتفاع الجنوني؟!.
بدورهم بيّن عدد من أصحاب محال بيع الألبان والأجبان في المدينة لـ”البعث” أن ارتفاع سعر الحليب تسبّب بارتفاع كامل مشتقاته باعتباره المادة الأساسية بعملية التصنيع، وبعد أن كانوا يشترون الكيلو الحليب قبل أقل من شهرين بسعر 5500 ليرة من مورّدي الحليب تقريباً باتوا يشترونه بنحو 7 آلاف حالياً، لافتين إلى أن ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته أثر على تراجع نسب شرائها بحدود 40% على الرغم من توفرها.
من جانبهم عزا عدد من وسطاء شراء الحليب من المربين (الحلابين) أسباب ارتفاع سعر الحليب مجدداً إلى قلة المراعي حالياً وارتفاع كافة مستلزمات إنتاجه، وخاصة الأعلاف والأدوية البيطرية، بالإضافة إلى ارتفاع أجور النقل ما بين القرى لتجميع الحليب وما بين القرى والمدينة لإيصاله إلى المحال التجارية والمعامل وتحميل تلك الأجور على سعر الحليب كي لا يخسروا، وخاصة مع نقص المحروقات واضطرارهم إلى شرائها من السوق السوداء بأسعار باهظة.
من جهته أشار مدير عام شركة ألبان حمص وافي خليل لـ”البعث” إلى أنه لم يطرأ ارتفاع كبير على سعر الحليب حالياً مقارنة بالشهرين الماضيين بالقياس مع ما كان يحدث في السنوات الماضية خلال هذه الفترة من كلّ عام، لافتاً إلى أن قدوم فصل الصيف يتسبّب بقلة المراعي، وبالتالي يتجه المربون إلى الأعلاف لإطعام أبقارهم التي باتت أسعارها عالية جداً، وهذا ما يؤدي بشكل منطقي إلى ارتفاع سعر الحليب في هذه الآونة، يضاف إلى ذلك ارتفاع أجور نقل الحليب بدءاً من الفلاح وصولاً إلى مركز التجميع والمعمل.
وبيّن خليل أن الشركة تقوم بتأمين حاجتها من الحليب الخام عن طريق المؤسسة العامة للمباقر وعن طريق مورّدي القطاع الخاص والتعاوني، منوهاً بأن أسعار الحليب تنعكس بشكل مباشر على منتجات الشركة من حيث التكلفة لكونها مادة أساسية، وأن وفرة الحليب الخام في الأشهر الأولى من هذا العام حتى الشهر الرابع أدّت إلى انخفاض سعر الحليب بمقدار 20%، ما أدى إلى انخفاض أسعار المنتجات بنسبة تتراوح بين 7 إلى 15%.
ولفت خليل إلى أنه ومنذ الشهر الخامس وحتى تاريخه ارتفعت أسعار الحليب الخام بنسبة 6% نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، وبقيت الكميات الموردة من قبل موردي القطاع الخاص كما هي كونهم ملتزمين بعقود مع الشركة، أما بالنسبة للمباقر فقد انخفضت نسبة التوريدات بنسبة 50% كون عقد الشركة مع المباقر ما يزيد عن حاجتها.
وأكد خليل أن الشركة تعتمد بتسويق منتجاتها عن طريق التزامها بعقود مع إدارة التعيينات وتقوم بتسويق قسم من منتجاتها بالسوق المحلية بأسعار منافسة بمقارنتها مع المنتجات المماثلة، بحيث تقوم الشركة بطرح منتجاتها في السوق المحلية وتسعى إلى زيادة الحصة السوقية من خلال لجان تسويق تقوم بجولات بالأسواق والاجتماع مع المستهلكين والموزعين لمعرفة حاجة السوق المحلية من منتجات الشركة. وأشار إلى أن جهل المستهلكين بمنتجات الشركة ومواصفاتها وضعف القوة الشرائية للمستهلك أدى إلى اتجاه المستهلكين نحو المنتجات الرخيصة (أشباه الألبان) والتي لا تحقق المواصفات القياسية، وتقوم الشركة حالياً بالتسويق عن طريق المشاركة بالمعارض الغذائية، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وذلك بهدف زيادة الثقة مع المستهلكين بمنتجات القطاع العام وزيادة الحصة السوقية.
ونوّه مدير الشركة في ختام حديثه بأن إجمالي كميات الحليب الخام الموردة إلى الشركة وصل إلى نحو 6756 طناً بنسبة توريد بلغت 105% وذلك منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الشهر الماضي، أما قيمة الإنتاج في الشركة لغاية شهر أيار المنصرم فقد تجاوزت 127.1 مليار ليرة سورية بنسبة تنفيذ وصلت إلى 175%، فيما بلغت قيمة المبيعات للفترة ذاتها أكثر من 110 مليارات ليرة بنسبة تنفيذ 151%.