السوريون قالوا كلمتهم: نريد أعضاء فاعلين لا منفعلين لديهم رؤى ومقترحات تساهم في حلول للمشكلات المتراكمة
دمشق- ليندا تلي – ميادة حسن
تعدّ المشاركة في انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع واجباً مقدّساً، ومسؤولية كبيرة، فمع صباح هذا اليوم انطلق الملايين من أبناء سورية إلى مراكز الانتخابات على مختلف أطيافهم بكل طواعية ووطنية لاختيار من يمثّلهم تحت قبة البرلمان لعلّهم يكونون عينهم التي ترى وأذنهم التي تسمع ولسانهم الذي ينقل همومهم ومصاعبهم لحلّها بغية النهوض بواقعهم المعيشي والاقتصادي، فهل سيكونون على قدر المسؤولية وعلى قدر التعويل عليهم، وخاصة بعد رفع الحصانة عن عدد من الأعضاء السابقين، ويكون ذلك عبرة لمن يستغلون هذا المنصب لتحقيق غايات وأهداف شخصية؟.
شعارات براقة
سامر رضوان “أعمال حرة” رأى أن الإدلاء بصوته واجب وطني لاختيار ممثلين إلى مجلس الشعب غير مخفٍ كمية الإحباط التي حصدها من الأعضاء السابقين الذين رفعوا شعاراتٍ برّاقة في حملاتهم الانتخابية التي ذهبت مع الريح، متمنياً على المرشحين الجدد أن يطالبوا ويتكلّموا عن هموم المواطن ومشكلاته اليومية التي يعاني منها، وألّا يضربوا بتلك المطالب والهموم عرض الحائط بمجرد اعتلائهم كراسيّ المجلس، مستذكراً هنا القول: إن أحد أعضاء مجلس الشعب في إحدى الدورات لم أشاهده أبداً بعد أداء القسم، لذا وبعد هذا العمر وتلك التجارب أعتقد، والكلام لـ رضوان، أن الأمور باتت واضحة وضوح الشمس أي أنه بعد الوصول يختفي النائب مدة أربع سنوات، ومن ثم يعود لفترة وجيزة ويختفي بعدها.
واجب وطني
الصحفي حسن نصر أكد أن المشاركة في انتخابات مجلس الشعب هي واجب وطني وحق دستوري يجب على الجميع المشاركة فيه لاختيار الأشخاص المناسبين ليمثلوهم في المجلس ولإيصال أشخاص عندهم مقدرة في إعلاء صوت الشعب تحت قبة البرلمان، متأملاً من الأعضاء الجدد أن يكونوا عند حسن ظن من انتخبهم وأن يعملوا من أجل الوطن والمواطن مع الابتعاد عن المصالح الشخصية، وإيقاف أي قرار لا يصبّ بالمصلحة العامة، والعمل على الارتقاء بالوضع الحالي للبلاد، معتقداً أن الدور التشريعي الرابع لمجلس الشعب سيكون له أدوار مختلفة، وخاصة أن المرشحين تختلف مجالات عملهم، ما قد يجعل كل مرشح مدافعاً عن حقوق قطاعه بالمنطلق الأول، وكل شخص سوري سينتخب من يمثله ويوصل صوته.
غير متفائل!
فيما أبدى أحد الزملاء الصحفيين عدم تفاؤله كثيراً ما دامت الأسماء تتكرر لأكثر من دورة، وبرأيه أن المرحلة تتطلب أن يكون لمجلس الشعب الجديد القدرة على مراقبة الحكومة ومحاسبتها وتصويب قراراتها.
بينما قالت فرح هدّيها طالبة في كلية الإعلام بجامعة دمشق: إن اهتماماتنا ومطالبنا التي عوّلنا عليها سابقاً من أعضاء مجلس الشعب لم تؤخذ بعين الاعتبار ولو أنّها أًخذت على محمل الجد لكان حالنا أفضل مما هو عليه اليوم، أقلها القضاء على المحسوبيات التي باتت داءً مستشرياً في عموم الدوائر الحكومية، وفيما يخص الأعضاء الجدد تمنّت فرح أن يتم الاهتمام بالمستوى المعيشي للمواطن الذي هو أساس وصول المرشح إلى كرسي المجلس، متأمّلة بألّا يكونوا كأسلافهم ممن اعتلوا الكراسي ودخلوا في حالة غيبوبة طوال الدور التشريعي للمجلس، ومنبّهة إلى ظاهرة تكرار أسماء كثيرة لعدة دورات بشكل مستغرب.
لدينا أمل
ميسون عيسى “معلّمة مدرسة” رأت أن أي حدث أو مشاركة تساهم بدوران عجلة الحياة المشاركة فيها ضرورية، متمنية أن تفرز الانتخابات مجلساً قوياً قادراً على تحقيق مصالح المواطن والدفاع عن حقوقه المشروعة.
أما لؤي أحمد “مهن حرة” فرأى أن المشاركة بالانتخابات يجب أن تكون بشكل حرّ وديمقراطي بعيداً عن أي تأثير أو مغريات، وهي واجب وحق وطني لكل مواطن على أن تكون الكفاءة هي معيار الاختيار دون أي استنسابية أو شخصنة للاختيار، مجملاً طلباته من الأعضاء الجدد بمطلب واحد هو تحسين مستوى المعيشة ورفع مستوى الدخل وتأمين المتطلبات الأساسية للحياة العامة من كهرباء وماء وخدمات عامة، ومتمنياً ألا يكون هذا المجلس نسخة عن المجالس السابقة، فالمرحلة مليئة بالتحديات وتتطلب أداءً عالياً.
صوت الحق
ميس مخلوف “باحثة اجتماعية” ترى أن مجلس الشعب هو صوت الحق وصوت المواطن، ولكن الأعضاء القدامى على مرّ الأدوار التشريعية أحبطونا بحسب قولها، وبات لدى تخوف من تكرار السيناريو ذاته سواء أكان بذات الأشخاص أم بغيرهم، متمنية أن يكون هذا الدور التشريعي بأعضائه الجدد قفزة نوعية تنعكس على حياة الشعب الذي ما إن فُتحت صناديق الاقتراع حتى هبّ للمشاركة والإدلاء بصوته.
وتكمن أهمية الانتخابات لهذا الدور، وفق ما أوضحت ناديا حميدوش “متقاعدة”، في خدمة الشعب والمشاركة بإصلاح الأوضاع التي يكابدها المواطن، متمنية أن تترجم الشعارات إلى أفعال وألا يكون هذا الدور مجرد تغيير وجوه لذات الأسلوب لمن سبقهم من أعضاء.
المسار الصحيح
المهندس إبراهيم طلحة قال: هناك رغبة حقيقية لدى المواطن في صنع التغيير الحقيقي الذي يساهم في تفعيل دور الوزارات والمؤسسات الحكومية ويبني على الانتخابات فرص جديدة للعمل على تطوير البلد ووضعه على المسار الصحيح للنهوض من جديد ومكافحة الفساد وفتح فرص العمل أمام الخريجين الشباب واستقطاب النخب العلمية للمشاركة في صناعة القرار ،وبرأيه إن الانتخابات الحالية لمجلس الشعب بداية هامة لإعادة الأعمار والبناء بدماء جديدة تعي دورها في معالجة مشكلات المجتمع والبحث عن حلول لها ضمن استراتيجيات صحيحة وعميقة والبعد عن الحلول الاسعافية المؤقتة .
الابتعاد عن المصلحة الشخصية
الابتعاد عن المصالح الفردية والبحث عن المصلحة الجماعية للوطن هي الأمنية التي يرجوها معظم الناخبين من مجلس الشعب الجديد، هنا تقول المدرسة بشرى الحسن: نحن سعداء جداً بهذه الانتخابات التي تبشر بالخير والتي نعلق عليها أمالاً كبيرة في إيصال كلمة المواطن إلى الجهات الحكومية لتحسين الوضع المعيشي ومعالجة الغلاء والبطالة وتوفير مستلزمات الحياة من كهرباء وغيرها وتحمل المسؤولية أمام المجتمع في تصحيح الأخطاء والمشكلات التي نعيشها حالياً، أما عن مشاركتها في هذا الاستحقاق فترى أن المشاركة حق دستوري وواجب وطني، مؤكدة على أهمية التأني بالاختيار بعيداً عن الحسابات الضيقة، فالوطن بحاجة لكفاءات برلمانية شابة وخبيرة تساهم بالارتقاء بأدوار المجلس في مراقبة الأداء الحكومي وسن التشريعات والدفاع عن مصالح المواطن.
فرصة سانحة
وبينت السيدة سهام هلال أن هذا الاستحقاق التشريعي يمنح الفرصة أمام الجميع لاختيار الأكثر كفاءة في تحمل المسؤولية أمام المجتمع، فالوطن يحتاج لكفاءات وخبرات موثوقة، واستبعاد الوصوليين أصحاب الغايات الفردية، وبرأيها أن صوت كل ناخب هو مؤثر جداً في انتقاء ممثلين عن كافة فئات المجتمع، لذلك يجب أن نكون قادرين على اختيار الأفضل لنا في المرحلة المقبلة للنهوض بالمجتمع وتلافي الوقوع في الأخطاء السابقة في عملية الانتقاء ، وكلنا ثقة بأن هذه الانتخابات ستكون مختلفة كلياً عما سبق وسيكون فيها عروق جديدة وطنية ومخلصة للشعب.
لن ننكر أن هناك بعض الآراء السلبية التي لديها نظرة تشاؤمية على مبدأ “لا يغير الله ما في قوم مالم يغيروا ما في أنفسهم” ومع ذلك فإنهم يرون أن الأمل قوياً في تغيير النظرة النمطية عن مجلس الشعب وأدواره في خدمة المواطن بعيداً عن سلة الوعود الخلبية والشعارات الرنانة، مؤكدين على أهمية الوعي الانتخابي والمشاركة الواسعة من أجل نجاح هذا الاستحقاق الهام.