أخبارصحيفة البعث

البرلمان الأوروبي يدين لقاء أوربان مع بوتين وينتقد مبادرة بودابست بشأن أوكرانيا

عواصم- تقارير   
تتواصل تجاذبات الأزمة الأوكرانية بين روسيا المدافعة عن وحدة وسلامة أراضيها واستقلال قراراها من جهة، والغرب الجماعي الطامع بـ”هزيمة روسيا” من جهةٍ ثانية.

وفي السياق أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن روسيا لا تهدد حلف الناتو ولن تهاجم أياً من أعضائه، ولكن أي محاولات من قبلهم لتهديد حدودها ستواجه بردّ حازم، مردفاً: “كلما زادت محاولات الناتو لتهديدنا، أصبحت ردودنا أكثر صرامة ويعتمد ذلك على مدى حكمة الجانب الآخر فقط، وللأسف، لم يظهر ذلك حتى الآن”، وموضحاً أن سلوك قادة حلف الناتو اليوم يشبه جثثاً ترقص أمام حافة الهاوية الجهنمية التي انفتحت أمام البشرية.

وعلى المقلب الغربي، أفادت وكالة رويترز، نقلاً عن مسودة وثيقة الميزانية الألمانية لعام 2025 بأنه سيتم في هذه الميزانية تخصيص نصف الأموال للدعم العسكري لأوكرانيا بالمقارنة مع عام 2024، وأن “ميزانية ألمانيا للعام المقبل، ستكون أقل سخاءً بالنسبة لأوكرانيا، حيث قامت السلطات الألمانية بخفض الدعم العسكري لكييف إلى أربعة مليارات يورو بدلا من نحو ثمانية مليارات يورو في عام 2024”.

فيما انتقد البرلمان الأوروبي بشدة، رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان لاجتماعه مع الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو، في أحدث “توبيخ” لمهمة السلام بشأن أوكرانيا التي أطلقتها بودابست، وحظيت مبادرة أوربان بالانتقادات من قيادة الاتحاد الأوروبي، وقال رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل: إن أوربان لا يمثل الاتحاد على الساحة الخارجية وليس لديه تفويضاً أوروبياً لزيارة روسيا، رغم أن بلاده تولت في 1 تموز الجاري، رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر.

وأدان البرلمان الأوروبي في قرار له زيارة أوربان لروسيا ووصفها بأنها “انتهاك صارخ لمعاهدات الاتحاد الأوروبي والسياسة الخارجية المشتركة”، كما بينت أن هذا الانتهاك يجب أن تترتب عليه تداعيات بالنسبة لهنغاريا، حيث حظي مشروع القرار الذي تقترحته كتلة حزب الشعب الأوروبي المتمتع بالأغلبية في البرلمان الأوروبي، بتأييد 495 نائباً، وعارضه 137، فيما امتنع 47 عن التصويت.

وطرح في الجلسة العامة للتشكيل الجديد للبرلمان الأوروبي مشروعا قرارين بشأن استمرار الدعم لأوكرانيا. والمشروع الأول اقترحه ثالث أكبر كتلة هي “الوطنيون من أجل أوروبا” اليمينية الجديدة التي كان أوربان أحد المبادرين بإنشائها، وهو يدعو طرفي الصراع الأوكراني، نيابة عن الاتحاد الأوروبي، إلى فتح قنوات دبلوماسية لإيجاد حل سلمي، كما تضمن إشارة إلى أن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي ممكنة فقط وفق الأسس العامة بعد استيفائها لجميع الشروط المطلوبة من الدول المرشحة، بما في ذلك احترام حقوق الأقليات القومية، لكن المجلس اعتمد مشروع قرار آخر يتضمن الالتزام بتقديم الدعم العسكري والتسليح غير المحدود لكييف.

بدورها، دافعت الحكومة الهنغارية عن جولة أوربان، حيث قال وزير الخارجية الهنغاري بيتر سييارتو في بيان: إنه “من غير المقبول وصم دولة بسبب تأييدها للحلول الدبلوماسية”، فيما أكد سيارتو أن رفض قيادة الاتحاد الأوروبي التفاوض مع بودابست والتهديد بالمقاطعة لن يجبرا بلاده على وقف مهمتها للسلام لتسوية النزاع في أوكرانيا.

ميدانياً.. أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تمكنت خلال الساعات الـ 24 الماضية من تعزيز مواقعها وإحباط هجمات قوات نظام كييف وتدمير كميات كبيرة من الأسلحة الغربية وإسقاط 59 طائرة دون طيار أوكرانية على مختلف المحاور، وأن قواتها ضربت قوات ومعدات عسكرية أوكرانية في مقاطعة خاركوف، وتجاوزت خسائر قوات كييف 170 عسكرياً، كما واصلت وحدات من مجموعة قوات “الغرب” بسط سيطرتها على خطوط ومواقع أكثر ملاءمة واستهداف التشكيلات الأوكرانية في خاركوف ولوغانسك، حيث خسرت تلك التشكيلات 650 جندياً، فيما ضربت وحدات من مجموعة قوات “الجنوب” قوات ومعدات عسكرية أوكرانية في دونيتسك، وبلغت خسائر نظام كييف نحو 610 عسكريين، كما حسنت وحدات من مجموعة قوات “الوسط” وضعها التكتيكي في دونيتسك، بينما سيطرت وحدات من مجموعة قوات “الشرق” على مواقع أكثر ملاءمة في دونيتسك وكبدت قوات كييف خسائر بلغت 125 عسكرياً، وضربت وحدات من مجموعة قوات “دنيبر” تشكيلات ومعدات عسكرية أوكرانية في زابوروجيه وخيرسون، كذلك دمر الجيش الروسي 3 مستودعات ذخيرة أوكرانية ومستودعاً للمعدات التقنية العسكرية ومستودعاً لأسلحة الصواريخ والمدفعية، إضافة إلى قوات ومعدات عسكرية في 136 منطقة، كما أسقط 59 طائرة بدون طيار.