بلغة عالية وصور متألقة.. قصائد وطنية ووجدانية في فرع حمص
حمص- سمر محفوض
استضاف فرع حمص لاتحاد الكتّاب العرب أمسية شعرية وطنية وجدانية، قدّم فيها الشعراء المشاركون قصائد شدّت اهتمام الحضور بلغتها العالية وصورها المتألقة، إذ حمل الشاعر حسن سمعون، مؤسّس الديوان السوري المفتوح، قصائده رسائل وفاء للشهداء والدماء الزكية التي قدمت على محراب عزة وانتصار سورية، كما في قصيدته “قف لا تؤبن”، مانحاً الشهادة قيمة مقدّسة رفيعة لا يضاهيها شيء، وواصفاً مشاعر الاعتزاز والفخر بقصيدته “أنا السوري”، يقول في قصيدته “رحلة معراجي السورية”:
كنبيّ أسريت بحالي في حالي
من وادي الآن لطور سنين
وخلعت بمعراجي وحل الجسد
العالق في خيبات الحين
وألقت الشاعرة سمر تغلبي ثلاث قصائد تفاعل الجمهور معها، متناولة بطولات وصمود أهلنا في غزة وحتمية الانتصار للحق الفلسطيني وعودة الأرض إلى أهلها، وواصفةً ما يتعرّض له أهلنا الصامدين في غزة العزة من حصار وقتل وحشي وتجويع من قبل العدوان الإسرائيلي الهمجي، للنيل من إرادته التي لن يكسرها شيء، تقول في قصيدتها “لا وقت للشعر”:
من غزة للقدس أسراب
إلى يافا وحيفا والبحيرة ثم ناصرة المسيح
وبيت لحم والخليل وطولكرم كلها ستضيء وجها هاشميا
وفي قصيدتها “اضطراب” تشير إلى أن دمشق ستبقى أم القوافي، والوطن منتصر مهما اشتدت المحن، أما في نصها الغزلي الثالث “خبئني” فتؤكد حضورها الأنثوي المفعم بالكبرياء والعاطفة والقوة، لتشكل مع نصفها الآخر شكلاً من الألفة الجميلة والحب بمعانيه الأسمى.
بدورها، قرأت الشاعرة أميمة إبراهيم -رئيسة فرع حمص للاتحاد- قصيدة طويلة بعنوان “تراتيل إلى حمص” تحدثت فيها عن ارتباطها بهذه المدينة وتعلقها بمسقط رأسها، واسطة العقد السورية، أم الحجارة السود والتاريخ الناصع، بما فيها من أسواق تراثية، ومهن تقليدية، وروائح وعطور، وأحياء عريقة ومعالم تاريخية مهمّة على مر العصور، تقول:
سوق النحاسين..
تغويتي طرقات النحاسين
إذ ترهج في أكفهم شموس
بللها عطر سوق العطارين
ليختتم القاص والباحث والشاعر يوسف حطيني الأمسية بقصائد حضر فيها الهمّ الوطني والوجداني والإنساني والعاطفي، كما جاء في قصيدة “عينان”:
عينان تختزنان ضوءهما
من يعير الشمس ظلهما؟؟
عينان تشتعلان بوح أسى
وأنا أسافر منهما لهما
وقال الدكتور حطيني المحاضر في جامعة الإمارات -قسم اللغة العربية- والمولود في مخيم اليرموك بدمشق في تصريح لـ”البعث”: “أنا سعيد بالعودة إلى الوطن مرة أخرى، أعود لأقول شعراً عن فلسطين، لأنني أرى دائماً أن سورية هي الطريق إلى فلسطين”، ومبيناً أن محور موضوعات قصائده، تتقاطع في كونها تتجه اتجاهاً واحداً هو الوطن أولاً وعاشراً.