الانضباط البيئي…؟!
بشير فرزان
لا شكّ أن الضغوط الكبيرة التي فرضتها الظروف الاقتصادية الصعبة على أداء وإمكانيات الجهات المعنية، وتحديداً قي الجانب الخدمي والبيئي، تتطلّب أداء شعبياً استثنائياً ومشاركة فاعلة، سواء من الأفراد أو من المجتمع برمته، وذلك بما يسهم في تحسين الواقع البيئي، وتذليل كافة المشكلات والتحديات التي تواجهه. وإذا كنّا في هذه المرحلة نواجه فصل الصيف بأعبائه الحياتية المختلفة وأوجاعه البيئية بإمكانيات متواضعة، وخاصة لدى الكثير من الوحدات الإدارية (البلديات)، فهذا يفرض وعياً اجتماعياً وتكاتفاً استثنائياً بين الجهات المعنية والمجتمع الأهلي، كما يلقي بالمزيد من المسؤوليات على كاهل المواطن ودوره الإيجابي في بذل المزيد من الجهود لتفعيل دوره في نشر الوعي البيئي من خلال معالجات ذاتية ومبادرات فاعلة على كافة الصعد، وخاصة في مجال تدعيم البيئة ومكافحة التلوث واتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية، والعمل على تجنيد كافة الإمكانيات الاجتماعية المتوفرة في مشروع مكافحة التلوث، خاصة وأن الكثير من التوجهات السلوكية تكتسب عبر المشاهدات اليومية لتصرفات المواطنين، ولذلك عندما نرمي الأوساخ بطريقة عشوائية وفي غير أوقاتها، وعندما نستخفّ بقيمة بيئتنا، ونسهم في زيادة أوجاعها ومصائبها، علينا أن ندرك بشاعة تصرفاتنا التي سنرسّخ من خلالها ثقافة التلوث في عقول أبنائنا!
وأمام الدور الاستثنائي للمجتمع في التصدي لمشكلة تصاعد مستويات التلوث، واستنزاف موارد البيئة بكافة أشكالها الدائمة والمتجدّدة وغير المتجدّدة، علينا جميعاً أن نكون قدوة في الانضباط البيئي، وأن نسهم في بناء اتجاهات إيجابية داخل المجتمع نحو “البيئة ومكوناتها، ودعم قيم النظافة، والمشاركة والتعاون، وترشيد الاستهلاك”، وطبعاً هذا المسار البيئي لن يكون سهلاً كما يتوقع البعض، فهناك انحراف سلوكي عدواني قديم ومتفاقم باتجاه البيئة التي خسرت الكثير من صفاتها وباتت مهدّدة على مدار الساعة بما ينعكس سلبياً على الحياة العامة ويترك ندوباً واضحة على الصحة. فهل نمارس دورنا بشكل صحيح في إنقاذ بيئتنا، أم نستمر في إطلاق الشكاوى والاتهامات بالتقصير، فنساهم باستهتارنا وإهمالنا لسلامتها ونظافتها في وصولها إلى واقعها الحالي الذي يعالج بالتصريحات والخطط دون أي فاعلية على الأرض بحيث بات الانضباط البيئي في آخر اهتمام السلوك المجتمعي؟