اقتصادصحيفة البعث

علينا استمالتها قبل غيرنا!

حسن النابلسي 

لطالما أفضى الحديث عن الطاقة، وتكالب الدول قاطبة على مصادرها، لحجز حصة منها بطرق شتى لم تكن بمنأى عن الصراعات والنزاعات، إلى تحريض مساحات الذهن الخاملة لاستنهاض الأفكار الكفيلة بإيجاد بدائل عن الطاقة الإحفورية..!

ولطالما كان هناك رأيان على طرفي نقيض: الأول متحمس لإنتاج بدائل تغنينا عن الذهب الأسود ويشحذ الهمم العلمية لاستخلاص محرك النقل والصناعة إما من مصادر الطبيعة كالشمس والرياح، أو من مخلفات الاستهلاك اليومي للإنسان والحيوان. وآخر مثبط لا يثق إلا بالنفط ويعتبر الحديث عن غير ذلك مجرد “ترف علمي”، يحاكي بشكل أو بآخر أحلام الطامحين لمستقبل طاقوي نظيف ليس إلا..!

ومع مرور الأيام والسنين، ازدادت كفة الأول رجحاناً، وتكشف أن ما كان خيالاً علمياً لدى الثاني بات حقيقة ملموسة لدى الأول؛ وليس هذا وحسب، بل أصبح هناك حديث عن إمكانية استخدام المياه كوقود يستعاض به عن النفط..!
اللافت في هذا السياق أننا بدأنا نلمس إرهاصات فكرية محلية باتجاه تطبيق تقنية استخدام المياه كمصدر من مصادر الطاقة، ومنبت هذه الإرهاصات هي إحدى مفاصلنا التنفيذية العاملة في مجال الطاقة..!

ولم يكن حديث هذا المفصل معنا مجرد كلام عابر، أو تعبئة لفراغ جلسة عامة، بل كان جدياً ومدعماً ببعض الأرقام العلمية، إذ أكد أن ليتر الماء الواحد كفيل بتسيير السيارة لمسافة 30 كم، وذلك من خلال فصل عنصري الماء (الأوكسجين والهيدروجين) للاعتماد على الأخير لتشغيل محرك السيارة، وأنه يستعد لإجراء هذه التجربة لإقناع الجهات الحكومية المعنية بها.
ربما يلقى هذا الأمر استهجاناً كبيراً وقد يصل عند البعض خاصة المتقنين لوضع العصي بالعجلات إلى حد السخرية، لكن مجرد التفكير والمحاولة أمر بغاية الأهمية، وقد يسفر بالنتيجة عن فكرة ما، أو اكتشاف ما، يمكن الاستفادة منه وتطويره لاحقاً.

ما نصبو إليه بالنتيجة هو أن بلدنا، رغم استنزاف كوادره التي هاجرت جراء الأزمة، لا يزال يزخر بخامات تستوجب الدعم المادي والمعنوي لاستثمار ما بحوزتها من أفكار ورؤى تطويرية، قَبل أن تستمال من قِبل من يقدرون قيمة الأفكار التي نحن أولى بها..!

hasanla@yahoo.com