من هي كاميلا هاريس؟
هيفاء علي
ولدت كاميلا هاريس في 20 تشرين الأول عام 1964 في أوكلاند لعائلة مهاجرة، والدتها من الهند، وكان والدها من جامايكا. وفي عام 1986 تخرجت من جامعة هوارد في واشنطن بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية. وفي عام 1989، درست القانون في جامعة كاليفورنيا.
وفي عام 2015، أعلنت عن نيتها الترشح لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا. في عام 2016، فازت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بالولاية، وانتُخبت لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي في نفس العام. وانتقدت ترامب بشدة، وانتقدت إدارته لانسحابه من الاتفاق الإيراني، الذي حد من تطورات طهران النووية مقابل رفع العقوبات، وإبرام اتفاق تجاري مع الصين. وفي حزيران 2017 صوتت لصالح قانون “مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات”. ومع ذلك، فقد أيدت تمديد المعاهدة الأمريكية الروسية بشأن تخفيض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية المبرمة في عام 2010 حتى عام 2026، وعارضت انسحاب معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. وفي كانون الثاني 2019، أعلنت مشاركتها في السباق الرئاسي، لكنها في كانون الأول من العام نفسه، وقبل الانتخابات التمهيدية الأولى، سحبت ترشيحها.
وفي تشرين الثاني، حقق بايدن وهاريس انتصاراً على ترامب وبنس، لتصبح بذلك أول امرأة وأول أميركية من أصل أفريقي وأول أميركية آسيوية تشغل منصب نائب الرئيس. وفي حزيران 2024، قالت في مؤتمر عُقد في سويسرا، إن الولايات المتحدة تدعم كييف ليس كمؤسسة خيرية، ولكن لأن الشعب الأوكراني ومستقبله يقعان في مجال المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة.
وهاهي كاميلا تعيش ليلتها الأولى من أحلام صناعة التاريخ، فبعد انسحاب الرئيس جو بايدن من الانتخابات الرئاسية ودعم هاريس، أصبحت ابنة المهاجر الجامايكي والمهاجرة الهندية تحلم بأن تكون أول امرأة تنتخب لرئاسة الولايات المتحدة. وسارعت هاريس إلى تأكيد عزمها على أن تبقى في البيت الأبيض، لكن هذه المرة رئيسة، وليست فقط نائبة للرئيس.
فمنذ 20 كانون الثاني 2021 أصبحت هاريس الشخصية الثانية في هرم السلطة التنفيذية الأمريكية، كان ذلك سابقة تاريخية في الولايات المتحدة، فلم يسبق أن تولت سيدة منصب نائب الرئيس في البلاد.
وبحسب مراقبين، سوف يتعين على هاريس أن تخطو بثبات خلال الأيام والأسابيع المقبلة، وستكون أول عقبة أمامها، هي الظهور بزخم يمنع بروز منافسين أقوياء لها على ترشيح الحزب الديمقراطي في مؤتمره المقرر في الـ 19 من الشهر المقبل.
أما العقبة الثانية، فستكون نيل بطاقة الترشح بشكل رسمي للانتخابات الرئاسية في ختام المؤتمر الوطني، لتصبح حينها أول امرأة من الأقليات بشكل عام تحصل على ترشيح أحد الحزبين الكبيرين في البلاد.
وإذا تجاوزت هاريس ذلك، فسيكون لها أكبر موعد مع التاريخ في حياتها حتى يوم الخامس تشرين الثاني المقبل، عندما يصوت الأمريكيون لانتخاب رئيس جديد.
وإذا نجحت هاريس، فيما فشلت فيه هيلاري كلينتون قبل ثماني سنوات، فستكون قد صنعت التاريخ ودخلته من أوسع أبوابه بصفتها أول امرأة تنتخب رئيسة للولايات المتحدة.
وروت نائبة الرئيس البالغة 59 عاماً أنها غالباً ما شاركت وهي طفلة في تظاهرات تنادي بالحقوق المدنية إلى جانب والدها الجامايكي أستاذ الاقتصاد الجامعي، ووالدتها الهندية الباحثة المتخصصة بسرطان الثدي.
يصف البيت الأبيض هاريس بأنها “تناضل دائماً من أجل الشعب، بدءاً من الفترة التي حطمت فيها الحواجز مدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو ومدعية عامة لكاليفورنيا، وحتى عملها بفخر عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي ثم نائبة الرئيس”.
وبعدما كانت مدعية عامة في مدينة سان فرنسيسكو لولايتين بين العامين 2004 و2011، انتخبت مرتين مدعية عامة لولاية كاليفورنيا بين العامين 2011 و2017، قبل أن تصبح أول امرأة وأول شخص أسود يدير الأجهزة القضائية في أكثر ولايات البلاد تعداداً للسكان. وانتقدت لقمعها الصارم للجرائم الصغيرة والذي أثر خصوصاً، بحسب منتقديها، على الأقليات.
وفي كانون الثاني 2017، أدت اليمين عضواً في مجلس الشيوخ في واشنطن، حيث أصبحت أول امرأة لديها أصول من جنوب آسيا وثاني سيناتور سوداء في تاريخ البلاد.
وبعد انتخابها نائبة للرئيس أهدت خطابها إلى “فتيات أمريكا الصغيرات”.
وفي 2022، دافعت كاميلا هاريس بقوة عن الإجهاض الذي تراجعت المحكمة العليا عن كونه حقاً قانونياً على المستوى الفيدرالي.
وقد اشتهرت هاريس بدفاعها المستميت عن ممارسة الإجهاض، وأعطى موقفها هذا زخماً لحملة بايدن بين الفئات المعارضة لحكم المحكمة العليا الذي أبطل الحق في ممارسة الإجهاض على المستوى الوطني، وترك الموضوع للحكومات المحلية للولايات لتقرر فيه.
وقد أوكل بايدن إلى هاريس إدارة ملف الهجرة، الذي يعد أحد الملفات الشائكة والمحورية في تحديد توجهات الناخبين.
تقول هاريس إن أمها نظرت إليها وقالت لها “كاميلا”، قد تكونين الأولى التي تحقق أشياء كثيرة لم يحققها أحد قبلك، لكن تأكدي أنك لست الأخيرة التي تفعل ذلك”، وستسعى هاريس إلى أن تطبق على الأقل الجزء الأول من نصيحتها في تشرين الثاني المقبل، لتصبح أول امرأة على الإطلاق تنتخب رئيسة للولايات المتحدة.