عراقيل أمام قروض الطاقة البديلة في حماة.. شكوى من الروتين والتأخير يكلف الشركات المنفذة خسائر بالملايين!
نجوة عيدة
في ميدان الكهرباء لا مجال للمواجهة، هناك دائماً إما استسلام من قبل المواطن لسوء الوضع أو الاتفاق مع الطاقة لتذليل “الظلمة”، حتى وإن كانت على حساب المستفيد، ولن ننكر أن صندوق دعم الطاقة المتجدّدة وحتى فكرة “مغازلة” التكنولوجيا أمور جيدة لكن التوقيت كان متأخراً، ومع ذلك لم يتوانَ الشارع عن الاستفادة والانطلاق بالإنتاج والعمل، وخاصة في محافظة حماة التي نفذت ما يزيد عن 7 ميغا.
طاقة زراعية صناعية
حماة التي لا ترى الكهرباء إلا قليلاً، لم يعد أمام قاطنيها من الطبقة الفقيرة إلا التعايش مع الوضع، أما ميسورو الحال فقدّموا على قروض لتركيب منظومات ضوئية فتحسّنت أحوالهم.
“البعث” قامت بجولة ميدانية على عدة مناطق قي المحافظة للوقوف عن كثب على تلك المشاريع، ورصد كلّ سلبيات وإيجابيات “المتجددة” فكانت المحطة الأولى من قرية تل سكين على طريق محردة.
لا بديل عن البديلة
وائل صاحب مشروع “براد بطاطا” والذي كان متوقفاً عن العمل لعدة سنوات بسبب سوء الكهرباء لم يجد بديلاً عن “البديلة”، قال: ركبنا 42 لوحاً باستطاعة 25 كيلو واط، وبقرض 190 مليوناً لعشر سنوات، وإن كان الموسم جيداً فأنا أستطيع تسديد قسط أكبر مما يترتب عليّ شهرياً، وبالنسبة للوفر وبمقارنة بسيطة إن أردت تشغيل الديزل فكل ساعة أحتاج 7 ليترات مازوت، وفي موسم البطاطا ولتخفيض درجة الحرارة كنت أضطر لتشغيل المولدة شهراً كاملاً، أي ما يقارب 15 ساعة، ما يعني أنني وفرت مليون ونص المليون ليرة يومياً مقابل 63 ليتر مازوت في حال تشغيل 9 ساعات.
وفر كبير
أما علاء في منطقة سلحب الصقلية، صاحب مدجنة، فقد تمّ دعمه بـ190 مليون ليرة وباستطاعة 20 كيلو واط، وقد حقق وفراً كبيراً حيث توقف عن تشغيل 16 ساعة يومياً تعمل على المازوت، وكلّ ساعة كان يحتاج فيها لـ 10 ليترات مازوت لمولدتين، أما الآن وخلال السطوع الشمسي من الساعة 8 حتى 6 مساءً فقد وفر 100 ليتر مازوت أي مليون و300 ألف ليرة يومياً.
أما المواطن أديب من نهر البارد المستفيد من القرض المنزلي 30 مليوناً، فقد وفر فواتير كهرباء وحقق طاقة دائمة خلال النهار من إنارة وتهوية وتشغيل فريزر وبراد مع الحفاظ التام على الاستهلاك، مشيراً إلى المصاعب التي واجهته في المصرف المانح للقرض من ضغوطات، وأحياناً قلة اهتمام واحترام للوقت والمسافة التي يتجاوزها المواطن للوصول إلى المصرف.
أول منشأة سياحية
وبالتوجّه نحو منطقة السقيلبية التقينا سالم، صاحب أول منشأة سياحية استفادت من صندوق الدعم، غير أن الطموح لم يأت على قدر الآمال، حيث قال: بعد أن جاءت الموافقة من الصندوق على قرض 150 مليوناً لم يمنحني المصرف سوى 50 لتركيب منظومة باستطاعة 49 واط والباقي دفعته من حسابي الخاص، ورغم أني مستوفٍ جميع الشروط، وأملك عقارات للرهن تفوق القرض ومنشأتي 385 متراً عدا عن 9 محلات مرهونة لصالح المصرف، رغم ذلك إدارة المصرف لم تسمح بمنحي كامل المبلغ، وهي من المشكلات الكبيرة التي واجهتني، وبالنسبة للوفر فقد وفرت تخديماً دائماً دون ضجيج وإزعاج ومنافسة في الأسعار، إضافة لـ 4 ملايين ليرة كنت أدفعها لقاء 450 ليتر مازوت شهرياً، وأنا قادر على تسديد القرض خلال عام واحد.
خسائر للشركات المنفذة
وفيما يتعلّق بالشركات المنفذة فهي تواجه عقبات تتعلق بالتأخير بصرف الأموال المحولة إلى المصارف، وما يترتب على ذلك من فروقات وارتفاع في أسعار المواد المستوردة والخسارات آخر المطاف، وقيس (صاحب شركة) واحد من الأشخاص المستوردين لمستلزمات منظومات الطاقة من الصين خسر 27 مليون ليرة خلال يوم واحد نتيجة تباطؤ المصرف بصرف الشيك المحول من الصندوق قائلاً: المصارف كجهات منفذة نعاني معها من التأخير وانعكاساتها على اختلاف الأسعار، فكلّ يوم هناك أسعار جديدة ما يسبّب مشكلات كبيرة، حيث تمر أشهر تخسر فيها الشركات بالملايين، ونتمنى التوجيه بصفتنا شركة منفذة وداعمة للصندوق بسرعة صرف الأموال للجهات المنفذة التابعة للصندوق، وأن تكون الكتلة المقدّمة من قبله مخصّصة ومصوبة نحو الشركات المنفذة وليس لصرف رواتب الموظفين، وتقديم القروض المختلفة للمواطنين والتي أدّت إلى نفاد الكتلة المالية للصندوق الداعم، في وقت تحدث المهندس علي خلوف وكيل شركة خلوف في مصياف والغاب عن شروط التركيب التي تكون وفق معايير دعم الصندوق، أما الألواح فهي مستوردة من الأردن، وعزا ضرورة الاستيراد إلى عجز معمل فونيكس الوطني باللاذقية عن تغطية حاجة السوق كاملة.
معاينة وتفحص
المهندسة ريما سلوم ممثلة عن بحوث الطاقة في شركة كهرباء حماة، والمهندس حسان الحسين رئيس الدائرة الفنية لصندوق دعم الطاقات في حماة، تحدّثا إلينا أثناء جولتنا عن أن سقف الدعم هو 190 مليوناً لاستطاعة 20 كيلو واط، ودورهم يبدأ بعد تنفيذ المنظومة من قبل الشركة الموكلة إليها، حيث يتمّ استلامها والتأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية للمنظومة مع الشروط الموضوعة من قبل الصندوق ومركز بحوث الطاقة في وزارة الكهرباء، إن كان عن طريق تثبيت الهياكل واستطاعة كل لوح، والتأكد من كافة المواصفات، وعلى أساسها يتمّ تقديم دعم القرض بالكامل للمواطن المستفيد، وفيما يتعلق بالبطاريات فالصندوق يقدّم الدعم للبطاريات الأنبوبية والجل، أما الليثيوم فهي مستثناة من الدعم بحكم استجرارها الكبير للتيار الكهربائي، وهنا يعود لرغبة المواطن في حال رغب بالليثيوم يشترط عليه مقابل سعر البطارية زيادة عدد الألواح، وبيّن المهندسان أن عمر أي بطارية يتوقف على طريقة الاستخدام، والصندوق من مهامه نشر الوعي، أما الجهة المنفذة فتقوم بتقديم دليل إرشادي عن كيفية الاستخدام.
تعثر مقصود
أما عن عمل الصندوق فقد أكد مدير فرع حماة لصندوق دعم الطاقة المتجدّدة المهندس خالد خلوف على تركيب 2200 منظومة كهروضوئية متوزعة من 60 إلى 70 مشروعاً زراعياً وصناعياً، أما السياحي فكانت حصته قليلة، وبلغ حجم الدعم المقدّم للمشاريع المنفذة حتى بداية الشهر السابع 65 ملياراً قدّم المصرف منها 20 ملياراً والباقي من أموال الصندوق، وبلغ عدد الإحالات حتى بداية الشهر السابع قرابة الـ4000 إحالة بكتلة إجمالية لكافة المشاريع في حال نفذت 137 ملياراً، حصة المصرف منها 106 مليارات و 31 ملياراً دعم من الصندوق. وأشار خلوف إلى أن المشكلة هي بملعب المصارف المانحة، فهي لا تقدّم التمويل لكل ما هو محوّل بل يحدّد على سبيل المثال 10 إحالات فقط، في حين الصندوق قادر على تحويل عدد أكبر من الطلبات، وأثناء الحديث هفا المهندس خلوف وتحدث عن ديون كبيرة مترتبة عليهم لصالح المصارف لكنه تحفظ على قيمة الدين.
للمواطن كلمته
محافظة حماة يغلب عليها الطابع الزراعي، ومواطنوها أكثرهم فلاحون اضطروا للجوء إلى الموظفين ليتمكنوا من الحصول على قرض طاقوي، وبعضهم استغل القرض بالمعنى الإيجابي للحصول على المال وتسديد بعض الديون أو لتحسين وضعهم المعيشي، لكن هذا لم يشفع لهم بل تمّت معاقبة المخالفين بإحالة بعضهم إلى القضاء، أما ما يتعلق بوضع الكهرباء فهو ساعتان على مدار 24 ساعة بمعدل نصف ساعة كلّ خمس ساعات ونصف، وشكّك مصدر مسؤول في شركة كهرباء حماة أن ما يحصل في المحافظة غير مفهوم ولم يفصح عن أكثر من ذلك!!.