احتفالات الناجحين بمليون ومئتي ألف ليرة لربع ساعة طبل وزمر!
طرطوس – محمد محمود
بات إطلاق الأهالي للألعاب النارية، على نحو خضم وخيالي، في سماء طرطوس، احتفالاً بنجاح طلاب الشهادة الإعدادية، عرفاً ثابتاً وطقساً اجتماعياً لا بدّ منه لكلّ ناجح في مدينة صغيرة هادئة، إضافة لعراضات متنقلة وطبل وزمر في عدة مناطق ضمن المدينة وأمام بيوت الناجحين. فبالنسبة للبعض فرحة النجاح لا يمكن أن تعادلها فرحة، لكن البعض الآخر يرى أن تضخيم تلك الاحتفالات بات أمراً مبالغاً فيه ونوعاً من البريستيج الاجتماعي لا أكثر، خاصة وأن معيار الطبل والزمر وإقامة العراضات هو القدرة المادية للأهل بالدرجة الأولى، وليس النتيجة المحصلة من قبل الطالب الناجح، وهناك العديد من الطلاب الناجحين الذين كان مجموع درجاتهم مرتفعاً جداً ولم ينلهم من فرحة العراضات نصيب.
ويرى بعض أهالي الناجحين أن الاحتفال بالنجاح ضروري لتشجيع أبنائهم وتحفيزهم على التفوق، حيث قام والد متفوقة بالاتصال بشكل فوري بفرقة عراضة متخصّصة بالأفراح لحجز دور والاحتفال بنجاح ابنته، في حين لم تتمكّن والدة تلميذ آخر من أن تحظى بدور في يوم صدور النتيجة نفسه، وأجّلت الموعد لليوم التالي للاحتفال بابنها، مبينة أن صوت الطبل والزمر الذي كان مفاجأة لابنها أدخل الفرحة والبهجة لنفسه، وكان فرحة في الحي بأكمله والجيران الذين شاركوهم تلك الفرحة، في المقابل فضّل بعض أهالي الناجحين الاحتفال بنجاح أبنائهم عبر إطلاق ألعاب نارية، وآخرون عبر احتفالات تقليدية بسيطة، وشراء ضيافة النجاح التي يمكن أن تتجاوز مبالغ خيالية لأسعار الشوكولا والنوغا.
ويوضح أبو عبدو مؤسّس فرقة للعراضة الشامية في طرطوس أسعار الحجوزات للفرقة، وواقعها وعملها خلال فترة صدور نتائج امتحانات التاسع، حيث يبيّن أن كلفة العراضة هي مليون ومئتي ألف ليرة تتضمن أغاني واحتفالات بالطالب الناجح، وعراضة وطبلاً وزمراً وعبارات تشجيعية تدخل الفرح والسرور لقلب الناجحين وأهاليهم لمدة ربع ساعة، وأضاف أبو عبدو أن الأسعار بالنسبة للعراضة ثابتة ضمن أي مكان لمدينة طرطوس، لكن في حال كان الناجحون في مناطق خارج المدينة ترتفع الأسعار قليلاً، حيث عملت الفرقة بشكل متواصل خلال اليوميين الماضيين وكانت الحجوزات شبه مكتملة والعمل حتى الثانية عشرة ليلاً.