على وقع الانقسام الليبي.. المليشيات المسلحة تعبث بمدينة الزاوية
البعث- تقارير
يبدو أن الأوضاع في ليبيا إلى مزيد من الفوضى والانقسام، مع تعدد المرجعيات والقوى السياسية والعسكرية والمليشياوية، والتي ترفض حتى الآن تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في جلسات الحوار المكوكية بين الأطراف الليبية في الشرق والغرب.
وفي ظل التنازع الكبير بين حكومة الوحدة المنتهية ولايتها بقيادة عبد الحميد الدبيبة، والحكومة المكلفة التي عينها البرلمان الليبي بقيادة أسامة حماد مراقبي، ومحاولة كل طرف القول أنه الأحق في القيادة، اندلعت اشتباكات مسلحة بين مليشيات متناحرة في مدينة الزاوية -غربي ليبيا- داخل أحياء سكنية، وسط مناشدات بوقفها لتأمين إخراج عائلات عالقة داخل منازلها.
وفي حين لم يتم الكشف عن الفصائل المتناحرة، إلا أن مدينة الزاوية تشهد اشتباكات بين مجموعات مسلحة بين الفينة والأخرى وبين مليشيات محسوبة على وزارة الداخلية، وأخرى محسوبة على وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة.
وتشير هذه الاشتباكات المتكررة إلى هشاشة الوضع الأمني في غرب ليبيا، وأيضاً إلى عجز رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة عن ضبطها، في وقت يواجه ضغوطاً دولية لدفعه إلى التخلي عن السلطة، وفسح المجال لتشكيل حكومة وطنية تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية مؤجلة منذ كانون الأول 2021.
الملفت فيما يجري في الزاوية وغيرها من مدن ليبيا الغربية، أن الساسة الليبيين يريدون استمرار حالة الفوضى الأمنية للحفاظ على مكاسبهم السياسية والاقتصادية، وضمان أسمائهم في أي تسوية ممكن أن تحصل لاحقاً، وهو ما يزيد من معاناة الليبيين، الذين يعيشون منذ عام 2011 حالة من الحرب والفوضى والانقسام بفعل تدخل الناتو وتدمير بنيته التحتية والسيطرة على مقدراته النفطية.