مقاربة تطبيقية في حداثة النص الشعري التراثي
حمص – سمر محفوض
استضاف فرع حمص لاتحاد الكتّاب العرب محاضرة بعنوان “في حداثة النص الشعري التراثي مقاربة تطبيقية”، قدّمها الدكتور هايل الطالب الأستاذ في كلية الآداب بجامعة البعث.
وتناول الدكتور هايل مفهوم الحداثة وتحديد الأسس التي تعتمد في قراءة النص الشعري التراثي عبر مصطلحي الفحولة وعذرية الكلام، وهل مفهوم الحداثة الشعرية هو مفهوم معاصر فلسفياً أنتجته الحضارة الأوروبية؟ أم أنه مفهوم التطوير والتجديد، كمفهوم بشريّ قابل للتطوير عبر مسار التاريخ الأدبي منذ العصر الجاهلي حتى يومنا هذا؟.
وتوقف الباحث عند نماذج شعرية تطبيقية من أشعار الجاهليين والإسلاميين، ولاسيما شعر أبي تمام من خلال مقاربة جمالية عالية، كما طرح عدداً من الأسئلة البحثية حول مفهوم الحداثة، هل مصطلح تطوري بمعنى إسهام شعراء التراث العربي في توريد شعرية مختلفة من حيث الذائقة والحساسية، مثلاً: كيف نقلوا معنى الكرم من معنى تقليدي قائم على كثرة الذبائح أو كثرة الرماد؟، وهو ما عبّرت عنه الصورة التقليدية إلى معنى أكثر حداثة، من خلال ربطه بالممدوح أو بتجريد الممدوح من القدرات العطائية وإعطاء قيمة دلالية للمادح أي لمن ينسج النص.
كما توقف المحاضر عند نماذج عدة من القصائد التجديدية في قصيدة المدح تناولت تقنيات التضاد وتقنيات تراسل الحواس وتقنيات فكرية أخرى، وقدّم نماذج لقصائد غزل كسرت حدّ المألوف في الخطاب الغزلي من خطاب تقليدي يعتمد على لغة العيون إلى خطاب يعتمد على لغة المشاعر، في محاولة لالتقاط الجانب الجميل الحديث فيها والإضاءة على المرجعيات الفكرية التي تحكم آلية الحداثة الفكرية في الشعر العربي التراثي والمعاصر.