رياضةصحيفة البعث

مع إلغاء مؤتمرات الأندية.. رياضة اللاذقية تدخل متاهة الانتظار

اللاذقية- خالد جطل

دخلت رياضة اللاذقية مرحلة غريبة بإلغاء أنديتها الثلاثة المحترفة (تشرين وحطين وجبلة) مؤتمراتها السنوية بعد أن قامت سابقاً بتأجيل عقدها.
إلغاء المؤتمرات جاء لعدم وجود مرشحين لتولي إدارة هذه الأندية، وهذا في حدّ ذاته يدقّ ناقوس الخطر بأن ما هو قادم لن يكون ساراً، بل على العكس من ذلك، في ظلّ شحّ الدعم المادي للأندية من المكتب التنفيذي، لتتفاقم المشكلة وتزداد التعقيدات، ولا نبالغ إن قلنا إن القادم سيشكل خطراً على الأندية الثلاثة التي كانت من الفرق المنافسة على لقب دوري المحترفين في الموسم المنصرم.

المتتبع لواقع أندية اللاذقية يدركُ أن المشكلة باتت بحاجة إلى حلٍّ جذريّ، وخاصة مع عجز القيادة الرياضية عن تقديم الدعم المادي الذي يتناسب مع متطلبات كلّ نادٍ لتأمين تعاقدات، سواء مع لاعبين أو أجهزة فنية.
وعلى الجانب الآخر نرى تهرباً من أصحاب رأس المال بعد أن كان حضورهم بالأساس خجولاً، ولا يمكن مقارنة الدعم الذي تتلقاه أندية الوحدة وأهلي حلب والكرامة والفتوة مع ما تتلقاه أندية حطين وتشرين وجبلة والتي تعتمد في كثير من الأحيان على مجموعة محدّدة من الداعمين.

إلغاء المؤتمرات وضع القيادة الرياضية في مأزق، ويتوقع أن يكون الحلّ لديها إسعافياً بالمقام الأول، ويتمثل بتشكيل لجان لتسيير الأمور كما جرت العادة بشكل فردي لنادٍ واحد، لكن اليوم لدينا ثلاثة أندية أي ثلاث لجان، وعليه سيكون الحمل ثقيلاً على تنفيذية اللاذقية.
وبعد فترة ستتكثف الاتصالات مع الداعمين ورجال الأعمال إن وجدوا لدخول المعترك الرياضي الذي بات مكلفاً للغاية، ما سيصعّب المهمّة ويدفع الشارع الرياضي للضغط على بعض الشخصيات للقبول والخروج من عنق الزجاجة.

ما تمرّ به أندية اللاذقية يؤكد أن الوقت قد حان للبدء بتأمين دعم مادي من خلال تفعيل استثمارات ناديي تشرين وحطين الموجودين فقط على الورق، بينما هما في الواقع أراضٍ بحاجة للبناء لتتحول إلى منشآت، وهنا نعود للنقطة الأولى وهي توفير المال غير الموجود بالأصل لدى الجهات المختصة بدعم الرياضة.
هذه المعضلة القديمة الجديدة تؤكد أن الحاجة كبيرة لأن يكون هناك توجه للشراكة ما بين الاتحاد الرياضي العام والمجتمع الأهلي للنهوض بواقع أنديتنا وتأمين استثمارات حقيقية تعود بالمردود المناسب، أو العمل على اعتماد تجارب جديدة عبر بعض المؤسّسات العامة التي تعيش في بحبوحة مالية لتدعم هذه الأندية.