رياضةصحيفة البعث

الفتوة يستنجد بمحبيه ويدفع ضريبة إهمال قواعده

ناصر النجار

ما زال الضباب يلفّ أجواء نادي الفتوة، وما زال المال عائقاً أمام تشكيل الإدارة الجديدة، وبالتالي السير قدماً لفتح مزاد الموسم الكروي الجديد.

رئيسُ نادي الفتوة وعد في تصريح إعلامي جمهور النادي خيراً، وقال: الفتوة بخير، وحدّد النقطة الرئيسية التي منعت تشكيل الإدارة حتى الآن بعدم وجود داعمين للنادي، أو بالأصح ابتعاد الداعمين عن النادي، واعترف صراحة بأنه أخطأ بقيادة النادي في السنوات الثلاث السابقة، لأنه أهمل قواعد النادي واعتمد على فريق الرجال فقط.

هذه النقطة مهمّة جداً، وسبق أن تناولتها “البعث” مراراً وتكراراً وحذّرت من خطورتها، فالنادي حقّق بطولة الدوري مرتين وبطولة الكأس مرة واحدة، ودفع من أجل تحقيق ذلك مليارات الليرات لكن اليوم بات الدفع صعباً، والمال نفد ولم يعد أمام النادي من حيلة إلا استجداء المال من هنا وهناك لفتح مزاد الموسم الجديد.

نعتقد أن الأسلوب الذي اتبعه نادي الفتوة بالتعامل مع كرة القدم لم يضرّه وحده، بل أضرّ العديد من الأندية الأخرى، لأن نادي الفتوة بسعيه لنيل اللقب اشترى في الموسمين الماضيين أكثر من ثلاثين لاعباً، ورفع الأسعار حتى لا ينافسه أحد على خياراته من اللاعبين، فارتفع سعر اللاعبين وتضرّرت الأندية من هذا الرفع، بل إن الداعمين في الأندية الأخرى ملّوا من هذا السباق فهجروا الأندية التي تتخبّط اليوم، وقد أقفلت أبوابها، لعزوف الداعمين عن دخول الأندية بعد أن صرفوا المال الكثير بلا طائل أو أدنى فائدة.
اليوم لا يملك نادي الفتوة أي لاعب من أبنائه، وليس لديه فريق أولمبي أو شباب ينافس، لأن الإدارة أهملت هذه الفرق، وبالتالي لا يوجد لاعبون قادرون على تمثيل الفريق الأول، كما فعل نادي أهلي حلب في الموسم الماضي عندما زجّ عشرين لاعباً من تحت الـ 23 عاماً بالفريق الأول، وأثبتوا جدارتهم وجاؤوا رابع الترتيب متحدين فرقاً عديدة وعريقة تسلّحت بمجموعة من اللاعبين المحترفين.

العبرة من هذا الحديث موجّهة إلى كلّ الفرق لتعتمد على أبناء النادي من المواهب، وهذا لا يكون إلا بالعناية بقواعد الأندية وتقديم كلّ دعم لها، ونحن نستغرب إدارات الأندية عندما تعترض على دوري الشباب والدوري الأولمبي، وتحاول تقليص مبارياته بسبب النفقات والمصاريف، مع العلم أن مصروف فريق واحد من هذه الفرق قد يعادل عقد لاعب محترف واحد.
فرق القواعد هي الخزان البشري لكلّ الأندية، والرديف المهمّ في السراء والضراء، لذلك من المفترض أن تعتمد الأندية استراتيجية طويلة المدى هدفها الرئيسي العناية بفرق القواعد، حتى لا تصل إلى طريق مسدود أو حلول صعبة، وهذا الموسم سيكون خير مثال على الحال الصعب الذي تعيشه الكثير من الأندية.