أخبارصحيفة البعث

“نتنياهو” وخطاب الخسارة

تقرير- سنان حسن

لعل ما علق به موقع “فوكس نيوز” الأميركي على خطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي بــ :هل خسر نتنياهو أمريكا؟، يختصر كل الكلام، ويفتح باباً واسعاً من النقاش حول العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية، وكيان الاحتلال في هذه المرحلة الدقيقة من عمر العلاقات بين الطرفين، إذ لم يتبق عضواً في الكونغرس إلا وعلق على خطاب نتنياهو وانتقده وانتقد السماح له بالكلام على منبر الكابيتول، فهل بالفعل خسر نتنياهو و”إسرائيل” دعم أمريكا؟.

في عهد الرئيس السابق بارك أوباما، ألقى نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس، رغم أن الرئيس أوباما ونائبه حينها بايدن قاطعوه ورفضوا لقائه، ولكن الأجواء حينها كانت مختلفة والتصفيق الكبير الذي لاقاه نتنياهو حينها من نواب كل الحزبين أثار دهشة العالم حينها.

واليوم، ومع وجود إدارة ديمقراطية في البيت الأبيض يتكرر المشهد ولكن بصيغة مختلفة، فنائبة الرئيس كامالا هاريس لم تحضر كما بررت بسبب ارتباطات مسبقة، حتى من ينوب عنها السيناتورة الديمقراطية باتي موراي، رفضت الحضور بسبب حرب غزة ورفضها الأفعال الإسرائيلية، الأمر الذي طرح تساؤلات حول موقف الديمقراطيين من “إسرائيل” هل من مواقف جديدة قد تؤثر على العلاقات بين الطرفين في المرحلة القادمة؟

المرشحة الجديدة للحزب الديمقراطي هاريس، ليست كـ بايدن الذي لم يتوانى منذ اللحظة الأولى عن إعلان صهيونيته ودعمه المطلق لنتنياهو و”إسرائيل”، وهي ترى أن مصالح واشنطن يجب أن تكون في المقدمة، طبعاً دون التشكيك بدعمها أمن “إسرائيل” فالانتخابات على الأبواب والصوت اليهودي ولوبياته مهم، ولكن الأهم توحيد الديمقراطيون أنفسهم المنقسمين بسبب دعم “إسرائيل”..هذا ديموقراطياً.

على المقلب الآخر، وبالتحديد الجمهوري، فقد كان لافتاً أن زخم الدعم الجمهوري لزيارة نتنياهو يتعلق بالدرجة الأولى بالانتخابات الرئاسية ومحاولة استقطاب اللوبيات اليهودية الكبرى لدعم مرشحهم الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي كان موقفه أيضاً ضبابياً لناحية استقبال نتنياهو، حيث رفض مسؤولو الحزب التعليق على ما جاء بخطاب نتنياهو.

ما يهم في مشهد وجود نتنياهو في واشنطن، هو الرفض الشعبي الكبير الذي بان بالمظاهرات أمام مبنى الكونغرس، والشعارات والمطالبات بطرد نتنياهو ومحاسبته كمجرم حرب، هذا التبدل في الرأي العام الأمريكي يعد تحولاً يضاف إلى ما شهدته الجامعات الأمريكية خلال الحرب على غزة، ورفضها التعامل مع “إسرائيل”، كما أنه يؤسس أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ورغم قوة الدفع الكبيرة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلا أنها لا يمكن أن تحجب الرفض الشعبي المتزايد، ويمكن القول أيضاً أن الرفض السياسي بات يتطور بشكل غير مسبوق وتصريحات المسؤوليين الأمريكيين قبل وأثناء خطاب نتنياهو أكبر دليل.

صحيح أن نتنياهو ألقى للمرة الرابعة خطابه أمام الكونغرس الأمريكي كأول مسؤول أجبني يفعل ذلك متفوقاً على رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل، ولكنه كشف بالتأكيد الانقسام الكبير حول “إسرائيل” في واشنطن، وأنه من المرات النادرة جداً التي يطالب فيها سيناتور ومسؤول أمريكي برني ساندرز، بمحاكمة نتنياهو على أنه مجرم حرب.. فهل خسر نتنياهو أمريكا بالفعل؟.