ثقافةصحيفة البعث

 جمعيات ثقافية وفنية تاهت بوصلتها في زحمة نشاطاتها

البعث _ نزار جمول

يبدو أن الكثير من الجمعيات والملتقيات الثقافية والفنية تفاقمت عن إداراتها الحمأة الثقاقية والفنية، ليدخل عملها الأساسي الذي وجدت من أجله في سجلات النسيان، أو أنه أصبح هامشياً في ظل تفشي حالة ثقاقية هستيرية عند بعضها، فأنشأت في ظهرانيها مكاتب للإعلام والرياضة والغناء ودورات متعددة للأطفال في الرسم والغناء والموسيقا والمسرح والشطرنج والحبل عالجرار، حتى أنها ذهبت إلى أبعد من ذلكـ فأعلنت عن دورات في الإعلام عبر ما يسمى “مكتبها الإعلامي” ضمن برنامجها الإعلاميـ وأصبح ما تدرب بالأمس القريب وبفترة زمنية قصيرة جداً مدربـ وحتى  إعلامي يمارس عمله “الإعلامي” بدون حسيب أو رقيب. والغريب في الأمر عند هذه الجمعيات أن من أقنعها بتغيير ماهيتها وجلدها هو من يحتاج للعديد من الدورات ليكون مؤهلاً ليقود مكاتب بهذا الحجم المعلن عنه، مع أن المكان والزمان وحتى التفكير لا يتناسبوا مع بيئة هذه الجمعيات، وماهيّة وجودها التي ولدت من رحم الزخم الثقافي والفني الذي تشهده مدينة سلمية.

وبعد كل هذا التباعد فيما بين سبب وجود هذه الجمعيات، وآلية عملها التي تتجدد مع كل صباح في ازدياد، وتنوع عملها، لتضيع بوصلتها الرئيسية في خضم هذه الفوضى الثقافية والفنية المتنوعة، وليتشتت اهتمام مجلس إداراتها بين سندان إهمالها لعملها الأساسي، ومطرقة كثرة النشاطات التي لن تغني أو تسمن من جوع بعد أن باتت مهمتها الرئيسية ثانوية في ظل تطوير تفكيرها بابتكار مكاتب جديدة، متناسية أن ضيق المكان ونسف ما وجدت بسببه سيقف عاجلاً أم آجلاً في وجه أحلامها التي لن تتوقف على ما يبدو، إلا بالعودة لمهمتها الأساسية، وهي الأهم من كل تلك النشاطات والدورات التي ستكون في أقرب وقت العائق الرئيسي أمام أعضاءها المؤسسين لعملها الذي وجدت من أجله ..!