بغيابه عن الأولمبياد.. الإعلام الحلقة الأضعف في الرياضة السورية
ناصر النجار
لم تعد مقولة الإعلام الرياضي شريك استراتيجي في الرياضة قابلة للتداول أو يمكننا أن نصدّقها، فرجال الإعلام آخر همّ القائمين على الرياضة، ولا يمكن اعتبارهم عملياً شركاء، لأن الواقع أكد ذلك من خلال التعامل السلبي من المؤسسات الرياضية مع الإعلام بشكل عام.
ورجال الإعلام بنظر هؤلاء ينقسمون إلى قسمين: قسم تابع ومطبل، ومهمّته وضع الماكياج على كلّ العيوب الرياضية، وقسم لا يبالي به أحد ولا يهتمّ أحد لما يكتب وينشر، على مبدأ اكتبوا ما بدا لكم، وهذه الجرأة في التحدي نابعة من الثقة بغياب المحاسبة والتدقيق بما ينشر في وسائل الإعلام الرسمية من نقد وكشف للعيوب والثغرات، وهي مهمّة رجال مهنة المتاعب المؤتمنين عليها.
و”التطنيش” ليس السلاح الوحيد الذي يُحارب به الإعلامي غير المطبّل، بل حرمانه من حقوقه الشرعية والقانونية، سواء في المهمات أو مرافقة البعثات أو أي أمر آخر، وإضافة لذلك فإن التعامل معه يكون بتقطيب الحاجبين وعدم الردّ على الاتصالات ومنع الأخبار عنه وما شابه ذلك!
وهذا ما نواجهه اليوم في متابعة أخبار مشاركتنا في الأولمبياد، فالحصول على الخبر يحتاج إلى عرّاف ومشعوذ، فلا القائمون على البعثة يزودوننا بالأخبار، ولا الباقون في البرامكة متفاعلون مع البعثة، وعندما نسألهم أي سؤال، يجيبون: اسألوا من سافر!!
ونحن أمام أمرين اثنين: أولهما أن من لم يسافر لم يعد مهتماً بالمشاركة لأنه لم يحصل على فوائدها، وأن من سافر يرفض التواصل مع أي أحد ليشعر الجميع أنه دائماً مشغول بالاجتماعات والنشاطات ومتابعة اللاعبين والسهر على راحتهم ومراجعة كلّ أمورهم.
والحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أن موضوع أخبار البعثات يتمّ التكتّم عليها دائماً، سواء بوجود إعلاميين مرافقين أو بعدم وجودهم، وما يتمّ بثه هو الذي يصلح للنشر، لذلك دائماً يتمّ اختيار الإعلاميين المرافقين لبعثاتنا من أصحاب التبعية الواثقين بتبعيتهم وعدم نشرهم أي شيء مزعج قد يكشف بعض الحقائق المغيّبة، وهذا ما نجده في بعثات كرة القدم المحصورة بالمكتب الإعلامي لاتحاد كرة القدم، ومثله اتحاد السلة والشيء نفسه ينطبق على بعثات الاتحاد الرياضي.
من أجل كلّ ذلك نقول: وداعاً للشراكة مع الرياضة لأنها وهم، ولن نكون أصحاب وهم!