حصادة مائية لمكافحة زهرة النيل في حماة
حماة- نجوة عيدة
رغم كارثية انتشارها وتهديدها الفعلي للمياه، باتت زهرة النيل تشكّل خطراً يتجاوز البعد البيئي، فقد تسبّبت بغرق أحد الأطفال في شقة المهد بمنطقة الحويجي بسهل الغاب بعد أن شكّلت حاجزاً نباتياً منعت المنقذ من الوصول إلى الطفل الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره، عدا عن أضرارها الكبيرة على المياه والتي تمّ ذكرها في العديد من المقالات.
المهندس حسان محفوض مدير الري في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب لفت لـ”البعث” إلى خطة بين الهيئة ومنظمة الفاو لمعالجة وباء “شيطان الماء” من خلال قيام المنظمة بتقديم حصادة مائية، إلى جانب الحصادة المقدّمة من قبل وزارة الزراعة، على اعتبار المعالجة التقليدية لم تجد نفعاً وتواجه صعوبات في المسطحات الكبيرة كبحيرة سد محردة والمصارف الرئيسية، موضحاً أن الخطة تأمين الأيدي العاملة والتعاقد مع متعهد وشركة تتولى العمل، وإلى جانب حصاد الزهرة سيجري العمل على إزالتها واستئصالها من المجرى وتعزيله لمساحة 20 كم من جسم السد.
وأشار محفوض إلى أن مصدر الوباء الحقيقي هو بحيرة سد محردة، المنطقة الممتدة على مجرى العاصي من جسم سد محردة حتى العشارنة، وهو مركز انتشار الزهرة بسبب انطلاقات الماء المتكررة على شبكة ري الغاب، ولأن زهرة النيل عند بداية ظهورها في الـ2007 لم تكن منتشرة إلاّ بالمصارف الفرعية لم تشكل في ذلك الوقت خطراً حقيقياً وبدأت معالجتها قبل الحرب بالطرق الميكانيكية واليدوية وكانت ناجحة، غير أن الأزمة وتوقف “تصدي” الهيئة للزهرة أدى إلى تمدّدها، وبالتالي “احتلالها” المصارف الرئيسية، ولاسيما ج 3 منطقة قلعة المضيق باتجاه الشمال ومسطحات أخرى متفرقة وكبيرة، وأومأ بشكل غير مباشر إلى أنه خلال الحرب دائماً ما كان يتخذ قرارات غير صائبة إلى جانب مواجهة صعوبات كبيرة في العمل، حيث كان يتمّ تعزيل جميع المصارف الموبوءة بالزهرة ووضع شبك بنهاية المصرف كونها تستخدم للسقاية والصرف بآن واحد ولمنع إعادة تكرارها، لكن على مايبدو فإن الزهرة عصيّة على الموت لأن عملية المعالجة تحتاج لإزالتها ميكانيكياً ومتابعة عملية التنظيف يدوياً بواسطة قوارب بسبب سرعة وتكاثر انتشار الفرديات، فالواحدة منها تغطي مساحة 2500 م2 خلال ستة أشهر. ولأن لا شيء يمرّ عبثياً على مواطن اختبر كلّ ظروف الحرب، فقد اتخذ الناس من المياه المغمورة بالأزهار مكاناً للتنزه، يضعون، بحسب المهندس محفوض، مسطحات كرتونية وأخشاباً فوق “شط بحر النيل” والتنزّه والترفيه بسبب كثافتها الغزيرة والتصاقها ببعضها البعض فهي زهرة فواشة وعائمة، وللأسف ورغم إدراك المسؤولين خطورة انتشار زهرة النيل لاتزال حتى الآن طرق مكافحتها ليست على المستوى المطلوب وهي مجرد تجارب، وحتى العدو الحيوي الذي تمّ نشره لم ينجح بسبب كثافة المناطق المحتلة بزهرة النيل، كذلك القوارب من غير الممكن دخولها وسط المسطحات الكبيرة وإزالتها يدوياً، لكن الأمل معقود على الحصادات المائية.
ورغم تأكيدات محفوض على انعدام الاستفادة من زهرة النيل حتى كعلف للحيوانات، أكد أحد المهندسين المعنيين في هيئة تطوير الغاب أنه يمكن شراؤها من المزارعين وتجفيفها ودرسها ثم إنتاج العلف للحيوانات كالتبن والدريس، إضافة لإمكانية استثمارها بوصفها محطة معالجة عبر امتصاص الروائح من مياه الصرف الصحي، كما حدث في العراق، حيث تمّ تشكيل مديرية خاصة بهذه الزهرة واستخدمت الآليات الخاصة ذات الأذرع الطويلة للاستفادة من الزهرة، أما في مصر فهناك دراسات وبحوث لمعالجة زهرة النيل إلى جانب اكتشاف سلاحف تأكل الزهرة وتساهم في تخفيف انتشارها.
يُذكر أنه حتى الآن لم يُعرف المصدر الرئيسي لاستقدام زهرة النيل إلى سورية، وآخر الروايات تقول إنها دخلت إلى البلد للدراسة وإجراء البحوث وانتشرت بعد ذلك بطريقة لا يمكن السيطرة عليها.