ثقافةصحيفة البعث

رمزية متعددة المدارس والتكنيكات في “الفن حياة”

السويداء- رفعت الديك

في بيت عربي وسط مدينة السويداء القديمة اتخذ مجموعة من الفنانين مكاناً لملتقى فني حمل اسم “الفن حياة” في بيئة شكّلت عامل تحريض لاستنفار كلّ طاقات الفنانين وزيادة زخم الإبداع لديهم.

ولم تكن لوحة الفنانة منال صعب بعيدة عن أجواء المكان، بل كانت تعبيراً عن حالة التواصل بين الأحفاد والأجداد، حيث تشابك الأيادي حول زهرة الياسمين في رسالة سامية أرادت إيصالها.

اللوحة واحدة من لوحات عدة يجهد الفنانون المشاركون في الملتقى على تقديم رسائلهم الخاصة في رمزية تعدّدت مدارسها وتكنيكاتها، لكنها التقت جميعها على هدف مشترك، وهو تعزيز دور الفن والثقافة البصرية لدى أبناء المجتمع.

وليس بعيداً عن تلك اللوحة، يجهد الفنان نضال خويص لتقديم مجموعة تكوينات بشرية تخاطب الواقع من خلال معاناة كلّ فرد وصراعه مع الحياة عبر تعبيرات وحركات توحي بالرسالة التي يريد خويص تقديمها من خلال لوحته وتلك الأجواء، ويجد فيها الفنان ثائر الحناوي حالة معرفية مميزة للمشاركين ساهم المكان بإسعافهم بهوية بصرية تنبض بروح مستمدة من عبق الماضي، كما يقول الحناوي.

أمّا الفنانة نسرين الحسين ومن خلال اتّباعها الأسلوب التعبيري في تقديم تطور الحالة الإنسانية تجد في الحوارات والآراء التي رافقت الملتقى فرصة لتعزيز الثقافة الفنية لدى المشاركين لما يقدّمه الملتقى من مناخ إبداعي ملائم لهم وإن تنوعت المدارس والأساليب الفنية، لكنها تشكل فرصة لتلاقي الأفكار وتلاقحها، كما تقول الحسين.

الفنانة كارمليندا أرسلان تشارك في الملتقى عبر تجربتها بالغرافيك، حيث تجد فيه فرصة لتطوير مهاراتها ومواكبة التطورات الحاصلة في هذا المجال، خاصة وأنها ليست أكاديمية، وتالياً هناك فرصة مهمّة لها للاستفادة من تجارب الآخرين وتعلم التكنيك بشكل احترافي والتعرف أكثر على نقاط الضعف والقوة لديها.

مدير الملتقى الفنان أكرم رافع يجد في اللوحات التي يبدعها المشاركون فرصة مهمّة لتحريض العقل للبحث عن المعرفة والارتقاء بها عبر رمزية يعتمد الفن على تقديمها، ويضيف: “الفن التشكيلي فعل اجتماعي نتحدّى من خلاله الواقع، ويحفزنا للتعبير عن المشاعر والأفكار الصادقة، التي تتضمن تحديات ثقافية ومعاني لتصورات وتخيلات من مضامين الحياة الاجتماعية مكاناً وزماناً، حين نصيغها ونقدّمها بخصوصية متفردة، ويصبح الفنان مرآة للمجتمع، ليبحث عن مظاهر الجمال، ويقوم بترجمة الرموز التي تتطلب إدراكاً ذهنياً، فيلجأ إلى الصيغ التي تمكنه وتمكّن المتلقي من الفهم المباشر للعمل”.