صحيفة البعثمحليات

١١ طفلاً مرشحا لإجراء عملية زرع الحلزون قريباً

دمشق – حياة عيسى

“لا يمكن اعتبار برنامج الكشف والتدخّل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة حملة عابرة أو مؤقتة، بل هو برنامج وطني مستمر يهدف إلى إجراء المسح السمعي لكلّ وليد على أرض الوطن، وقد تمّ ملامسة تحقيق الهدف المراد خلال العام الحالي، وهناك تطلع لزيادة نسب تغطية البرنامج ليشمل كافة الولدان لاكتشاف حالات نقص السمع في أبكر وقت ممكن للتدخل عليها بشكل سريع وناجع ومفيد، ولتقليل الآثار الناتجة عن مشكلة نقص السمع على مجتمعنا”، هذا ما أدلى به معاون مدير مشفى المواساه الجامعي عضو اللجنة الوطنية لبرنامج الكشف والتدخل المبكر لنقص السمع لدى حديثي الولادة، الدكتور حسام حديد، في حديث مع “البعث”، حيث أكد أن البرنامج يتمّ تطويره وتحديثه من خلال متابعة اللجنة المختصة المطلعة على نتائج الاختبارات وحاجة الأماكن والمحافظات لأماكن مسح جديدة، لتقوم بالتواصل مع المنظمات والمؤسّسات والهيئات القادرة على تقديم الأجهزة والمراكز، إضافة إلى تدريب الكوادر المختصة من خلال إجراء دورات بشكل دوري لتجهيزهم وتأهيلهم للإجراءات اللازمة من خلال مراجعة البروتوكولات المستقاة من البروتوكولات العالمية وتتناسب مع وضع البلد، علماً أنه يتمّ اتباع بروتوكولات علمية دقيقة وضعها وعمل عليها اختصاصيون وأساتذة في مجال نقص السمع، وعلى الرغم من ذلك يتمّ مراجعة تلك البروتوكولات بشكل دوري للتعديل أو الإضافة عليها، بحيث تكون متناسبة مع حالات نقص السمع الموجودة عند الأطفال.

وتابع حديد أن الأطفال الذين ترشحوا لعملية زرع الحلزون بلغ عددهم نحو 11 طفلاً سيتمّ إجراء الزراعة لعدد منهم بعد التحضير وإجراء الدراسة الكاملة لهم، علماً أن كافة الإجراءات التي يتمّ العمل عليها مجانية، من المسح إلى الاستقصاء إلى التدخل عبر السماعات إلى التأهيل إلى التحضير حتى الوصول إلى عملية الزرع، وهي من العمليات المكلفة جداً والتي لا تستطيع تغطيتها الجمعيات، ولكن الدولة عبر البرنامج الوطني لنقص السمع عند حديثي الولادة ستتحمّل كافة تلك التكلفة للأطفال الذين أجروا المسح السمعي بالوقت المناسب، أي في الأيام الأولى من الولادة وتابعوا بترتيبات البرنامج، مشيراً إلى أن البرنامج يعمل على تحضير الأطفال الذين لم يجتازوا اختبار نقص السمع، وذلك من خلال الاختبارات السمعية والاستقصاءات الشعاعية التي تقوم بدراسة الأذن وتشوهاتها والعصب السمعي وتصوير الطبقي المحوري والمرنان، وكذلك تحضير الأهل من خلال وضعهم بصورة العملية والتطورات والتأهيل التي سيخضع لها الطفل وهو ضمن عمل فريق زرع الحلزون الذي سيقوم بتحضير الأطفال وإجراء العمليات وتأهيلهم لاحقاً لتركيب الجهاز الخارجي بعدها لإجراء جلسات التأهيل (الكلام واللغة) التي تنتهي بالوصول إلى المستوى اللغوي والسمعي المطلوب عند الأطفال.

كما أوضح حديد أن البرنامج الوطني للكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة أطلق بعد تحضيرات كبيرة وبدايات تجريبية، وتمّت المتابعة فيه وتطويره بشكل مدروس ومخطط، كما تمّ العمل على زيادة عدد المراكز من ٤٣ مركزاً إلى ٦٩ مركزاً للمسح السمعي والاستقصاء المنتشرة في كافة المحافظات، والتي تستقبل الأطفال من بداية المسح السمعي وبعدها إلى مراكز الاستقصاءات ليتمّ إجراء الاختبارات اللازمة لتشخيص نقص السمع، وبعدها للمتابعة بالإجراءات اللازمة، حيث تمّ إجراء المسح السمعي منذ بداية البرنامج حتى الآن لنحو ٢٣ ألف طفل تحوّل عدد منهم إلى مراكز استقصاء تمّ تشخيص حالات نقص سمع لديهم، وتمّ تدبير جزء منهم بتركيب المعينات السمعية، والأطفال الذين لم يستفيدوا من المعينات السمعية حسب تسلسل المراحل سيتمّ ترشيحهم لعمليات زرع الحلزون.