الزراعة العضوية.. محاولات لإنتاج الغذاء الآمن وبحث متجدد عن الجودة
دمشق- ميادة حسن
تنظر وزارة الزراعة حالياً نحو الطرق الزراعية الحديثة المجدية والأكثر عطاءً من الطرق القديمة، فالزراعة عالمياً بدأت تتبع الأساليب الحديثة (الزراعة العضوية) والتي توصف بالممارسات الزراعية الجيدة، وهي مجموعة من الخطوات أو الطرق الزراعية التي ينبغي على المزارعين اتباعها وتطبيقها والتي تضمن سلامة وأمان المنتجات الزراعية وصحة العاملين فيها، بهدف بلوغ الأمن الغذائي وجودة الأغذية وكفاءة الإنتاج التي تراعي حماية البيئة وتحسين أساليب العمل.
رئيسُ دائرة الإنتاج العضوي، المهندس مازن المدني، بيّن لـ “البعث” معايير الممارسات الزراعية الجيدة التي تقوم على تطبيق مجموعة من المعايير، أهمها إمكانية معرفة مصدر ومنشأ المنتج وتتبع حركته من خلال وجود معلومات تشمل اسم المزرعة وتاريخ الجني وباستخدام كود محدّد.
ويضيف المدني: لا بدّ من اتباع طرق عمل سجلات للمزرعة تشمل جميع الأنشطة والعمليات الزراعية فيها، مثل سجلات الشتول والبذور والري وسجلات الرش “التسميد”، بالإضافة إلى سجلات لمكونات وحالة الموقع مع تحليل لتربته ومكوناتها، وسجل لشكاوى العملاء من المستهلكين أو العاملين أو غيرهم ووجود الإجراءات الوقائية والتصحيحية لمعالجة تلك الشكاوى.
وأكد المدني أنه لا بدّ من اختيار الأصناف والأصول التي يتمّ زراعتها بعناية من حيث المواصفات ودرجة تحمّلها للأمراض والآفات الاقتصادية، وتقييم مخاطر الظروف والعوامل المحيطة بالموقع الزراعي وتحديد مصادر التلوث المحتملة، واتباع أساليب الزراعة الحديثة والتحول لأسلوب الزراعة بدون تربة، وعمل خطة لتسميد المحاصيل معتمدة على محتويات التربة وحاجتها من العناصر الغذائية لتقليل الفقد من المغذيات، وإضافة الأسمدة بناءً على تحليل دوري لمستويات تلك العناصر الموجودة في التربة ونسبها في المحصول، مع استخدام نظم تقدير احتياجات المحاصيل للمياه لتحديد أوقات وكميات الري المناسبة، مع القيام بتحليل المياه مرة كلّ سنة على الأقل، واتباع الاحتياطات الضرورية عند استخدام المبيدات أو الكيماويات للحفاظ على صحة وأمان وسلامة المزارع، مع مراعاة قواعد الصحة العامة لضمان صحة وأمان ومصلحة العمال.
وأشار رئيس دائرة الإنتاج العضوي إلى أن الزراعة الحديثة تحتاج لإجراء عمليات الحصاد، مع الأخذ في الاعتبار شروط النظافة الصحية ومنع التلوث عند القطاف أو النقل، وجمع المحصول وتخزينه في أماكن نظيفة ضمن مواد تعبئة وتغليف نظيفة لتجنّب تلوث المنتج بعد الحصاد، مع تقليل الأثر الضار للمبيدات على المستهلك من خلال تحديد كمية ونوع المبيد والحشرة المستهدفة والعتبة الاقتصادية لها، والحفاظ على الحياة البرية في المزرعة والتنوع الحيوي فيها لتعزيز الحفاظ على البيئة باستدامتها.