أبناء الجولان والمقاومة يحبطان الفتنة
تقرير – سنان حسن
على الرغم من التهويل الإعلامي الإسرائيلي الذي أعقب جريمة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، ومحاولة تأجيج الرأي العام العالمي ضد المقاومة اللبنانية، لشن حرب شاملة على لبنان، إلا أنه فشل في تحقيق أي هدف من أهداف المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق أبناء الجولان، فالتصريحات النارية لمتزعمي العدو وتوعدهم باقتلاع المقاومة من جذورها لم تسمع إلا من مؤيديهم ومناصريهم، وحتى هؤلاء المناصرين شككوا في قدرة مسؤوليهم عن تنفيذ أياً من الوعود التي أطلقوها، والدليل المظاهرات العارمة التي اجتاحت شوارع المغتصبات في فلسطين المحلة ، ولكن لماذا فشلت كل هذه الحملة الصهيونية؟
بالتأكيد إن كيان الاحتلال لن ينتظر ذرائع لارتكاب المجازر والفظائع في لبنان وفلسطين وسورية، ولكن في حالة مجدل شمس للفشل أسباب عدة أبرزها:
أولاً: أن الموقف الشعبي والديني في الجولان السوري المحتل وتكاتف أبناءه ورفضهم الرواية الإسرائيلية، وطرد مسؤولي الكيان ومنعهم من حضور مراسم جنازة الشهداء، فوت على “إسرائيل” الجزء الأكبر من المخطط الخبيث في دق إسفين بين أبناء محور المقاومة في الجولان ولبنان، فكانت المواقف الوطنية والعروبية الرافضة للمّس بالمقاومة وتحميلها مسؤولية ما جرى لطمة على وجه نتنياهو وعصبته المتشددة.
ثانياً: الرد الحاسم من المقاومة اللبنانية والذي أبلغتها علناً لكل الوسطاء والسفراء الدوليين، بأن أي هجوم إسرائيلي على لبنان في الضاحية الجنوبية أو بيروت العاصمة سيقابله رداً لم يعهده الكيان من قبل، وستكون مغتصبات تل أبيب ومحيطها تحت نيران المقاومة، وسيكون هناك من المفاجئات ما سيجعل الكيان يندم على حماقته إن ارتكبها.
الأمر الثالث: هو حالة الضعف والوهن في كيان الاحتلال، فقادة الاحتلال حذروا من أي رد غير محسوب في الشمال لأنه سيكلف “إسرائيل” حرباً قد تكون تكاليفها أبهظ بكثير مما يحدث في غزة، فالوضع على الحدود مع لبنان مختلف تماماً بالقدرات والإمكانيات لدى المقاومة اللبنانية، وأمام هذا التحذير العسكري، بقي الساسة الإسرائيليين يتقاذفون الاتهامات، ويتحدثون عن تلكوء وفشل الحكومة في حماية مستوطنيها في الشمال، الأمر الذي قلص الأحلام الإسرائيلية ودفعهم إلى تسويق روايات عن رد محدود ومدروس تم تفويض نتنياهو ووزير إرهابه غالانت بتنفيذه.
إن سعي حكومة بنيامين نتنياهو إلى جر لبنان إلى حرب شاملة، هو خيار فاشل كشف من جديد سعي نتنياهو إلى التنصل من كل الوعود التي أطلقها سابقاً للمضي في تنفيذ وقف إطلاق نار دائم في غزة، وعراه أمام المجتمع الدولي بأنه مجرم إرهابي يسعى في كل يوم إلى ارتكاب المجازر والفظائع للحفاظ على مكاسبه السياسية هو وائتلافه الصهيوني.