صحيفة البعثمحليات

الأسمدة الحيوية تساهم في خفض معدلات التسميد الكيميائي لأقل من 50٪

دمشق- ميس خليل

تمكّن باحثون في جامعة دمشق- كلية الهندسة الزراعية قسم وقاية النبات، من إنتاج وبشكل مبدئي أسمدة حيوية من بكتيريا العقد الجذرية (Rhizobium. Sp).

مديرُ المشروع الدكتور زكريا الناصر تحدث لـ”البعث” أنه في هذه الظروف التي يمرّ بها البلد من حرب اقتصادية ودولية، ومن ضمنها محاربتها زراعياً، تمكّنا وفي ظل المواد الشحيحة وبمواد محلية رخيصة الثمن ومتوفرة بالسوق المحلية من إنتاج السماد الحيوي من بكتيريا Rhizobium. Sp، فبالإضافة لقدرتها في تثبيت الآزوت الجوي لديها فاعلية في المكافحة الحيوية لمسبّبات أمراض النبات التي تهاجم الجذور نتيجة إفرازها المضادات الحيوية، مؤكداً أن الأسمدة الحيوية هي مستقبل الزراعة النظيفة لرخصها وقدرتها الكبيرة في تثبيت الآزوت الجوي، وبالتالي خفض كميات أسمدة النترات الملوثة للتربة والمياه الجوفية، وقد يزداد تركيزها بالمنتجات الزراعية، مشيراً إلى أنه تمّ التوصل حالياً إلى الخطوات الأولى من عملية الإنتاج، على أن يتمّ اعتماده من قبل الجهات المعنية كأول منتج سماد حيوي باسم جامعة دمشق بعد استكمال الاختبارات والجدوى الاقتصادية.

وحول أسباب انتشار استخدام الأسمدة الحيوية في الآونة الأخيرة، بيّن الناصر أن ذلك يعود لكثرة استخدام الأسمدة الكيميائية التي تعتمد بشكل أساسي على الفحم والبترول وأدّت إلى خفض جودة المحاصيل الزراعية المختلفة، كما أدّت استخداماتها الكثيرة على نحو مفرط إلى ظهور آثار عكسية على التربة من حيث الجفاف وعلى المحاصيل من حيث الجودة والمذاق، وبالتالي ازدادت كمية الطلب على الأسمدة الحيوية نتيجة زيادة الطلب على المنتجات الغذائية الصحية، وتوفر التخزين الصحي المناسب لهذه الأسمدة، بالإضافة لسهولة تصنيعها وتمتّعها بعمر زمني طويل دون تلفها.

بدوره أوضح الدكتور علي يونس الباحث في كلية الهندسة الزراعية جامعة دمشق (مركز الدراسات والمكافحة الحيوية) أنه لشيء جديد وجيد أن يتمّ التوصل لإنتاج هذا السماد في ظلّ هذه الظروف، خاصة وأنه ذو نوعية عالية ومنافسة للمنتج الغربي نتيجة استخدام عزلات بكتريا العقد من الترب المحلية المتأقلمة مع ظروف بلدنا، بحيث تمّ مراعاة التكلفة الاقتصادية والجودة العالية واستخدام مواد عضوية محلية (مادة حاملة) في عملية الإضافة للكائنات الدقيقة المفيدة للنبات، منوهاً بأنه في المستقبل القريب سيتمّ إنتاج مبيدات حشرية حيوية لأول مرة أيضاً في سورية كمنتج وطني.

وذكر يونس أن الأسمدة الحيوية مستحضرات تحتوي كائنات حية دقيقة محمّلة على مواد طبيعية خاملة، والتي عند تطبيقها على البذور أو أسطح النباتات أو التربة، تشغل منطقة الجذور أو الجزء الداخلي من النبات وتعزّز النمو عن طريق زيادة إمدادات أو توافر العناصر الغذائية الأولية للنبات المضيف، إضافة لتحفيز المقاومة تجاه الآفات التي تصيب النباتات، كما تعمل الأسمدة الحيوية على زيادة العناصر الغذائية المفيدة للنبات من خلال العمليات الطبيعية كتثبيت النيتروجين الجوي، وإذابة الفوسفور، وتحفيز نمو النبات من خلال تخليق المواد المعزّزة للنمو. وتعمل الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الأسمدة الحيوية على استعادة دورة المغذيات الطبيعية للتربة وبناء المواد العضوية في التربة، ومن خلال استخدام الأسمدة الحيوية، يمكن زراعة نباتات صحية، مع تعزيز استدامة التربة وصحتها.

وشدّد يونس على أن التسميد الحيوي يعمل على خفض معدلات التسميد الكيميائي حتى أقل من 50٪ ما يعمل على تجنّب أضرارها وتكاليفها العالية، كما تفرز الكائنات الحية (المخصبات الحيوية) بعض منشطات النمو التي تعمل على زيادة سطح امتصاص الجذور وتيسر العناصر الغذائية للنبات، بالإضافة لإفرازها لبعض المضادات الحيوية التي تقاوم بعض الأمراض الكامنة في البذور، فيزيد معدل نمو البادرات ثم زيادة المحصول بنسبة لا تقلّ عن 30% مقارنة بالتسميد الكيميائي، بالإضافة إلى تحسين خواص التربة الميكروبيولوجية والبنائية.