رأيصحيفة البعث

مجدل شمس أيقونة الكرامة

 بشار محي الدين المحمد 

ترسم مجدل شمس وقرى الجولان المحتل أيقونة جميلة في لوحة التشبث بالأرض والكرامة والهوية السورية، والرفض القاطع لترتيبات وإجراءات الاحتلال، ننحني لهذا الوعي العظيم لأهلنا في تلك القرى الذين مانعوا بكل قوة الخريف العربي و”ثوراته” الملعونة المدعومة من “إسرائيل” ومراكز الأبحاث الغربية، الموجهة لـ “اجتثاث” الوطنية والقومية، واقتلاع كل ما من شأنه الحفاظ على الهوية الوطنية.

كلنا نذكر عام ٢٠١٣ عندما هرع جيش الاحتلال لإسعاف أذنابه جرحى “النصرة”، وغيرها من تنظيمات الإرهاب، الذين هاجموا القرى الآمنة وثكنات الجيش العربي السوري على حدوده، وبمؤازرة وتوجيه وتنسيق إسرائيلي مفضوح، حيث قام أهلنا في تلك القرى بطرد وتصفية ضحايا قطعان الإرهاب تلك في مشافي العدو، موجهين الرسالة لساسة الكيان وداعمي فورة الإرهاب: “نحن مع القيادة الوطنية السورية وكل مؤسساتها وعلى رأسها الجيش العربي السوري”.

والآن مجدل شمس أم مكلومة بأبنائها الذي ارتقوا شهداء بصاروخ غادر إسرائيلي، وقبل ذلك عانت ما عانته من قسوة استهداف وقتل واختطاف واعتقال غيرهم من الأبناء الشرفاء. هذه الأم ما زالت تقاوم تلك “النوّاحة المأجورة” التي أرسلت وزراءها في حكومة التطرّف الإسرائيلي إلى مواقف العزاء الطاهرة لـ “السير في جنازة القتيل بعد قتلهم له”، والتظاهر بأنهم “حامي حقوقهم”، فطردتهم وأثبتت أنها أقوى من أن تكون مثار تضليل وفتنٍ لا تنطلي حتى على قصير النظر والمغيّب.

إن أهلنا على يقين بأن الفاجعة لم ترتكب إلا بأيادي الغدر الصهيونية، فلا يوجد صاحب “بطولات” في استهداف ملاعب كرة القدم والرياضيين غير جيش إجرام نتنياهو، حيث شاهدنا كيف سبق له أن استهدف مبارة لكرة القدم في غزة، ففرضت بحقه عقوبات من “الفيفا الدولية” عقاباً على جريمته تلك.

واليوم فإن العدو الإسرائيلي يواصل على مقلب آخر من هذه الجريمة وحيثياتها بحثه عن ابتكار أوراق تفاوض مع المقاومة اللبنانية، عبر اغتيال قيادات متعددة وعلى مستويات عالية، أو عبر السماح لنفسه بقصف المدنيين والأطفال والنساء في مجمعات سكنية بضاحية بيروت الجنوبية، متعامياً عن حقيقة أن المقاومة لا تبحث عن أي تفاوض حالياً، وهي لن توقف هجماتها على الكيان ومواقعه وثكناته وجنوده، حتى يتم إيقاف نزيف الدم في غزة.

ويحاول هذا العدو جاهداً “تجريب المجرّب”، متوهماً أنه يمكنه “اجتياح وسلخ” أراضٍ في جنوب لبنان لـ “تأمين حماية” مستوطناته في شمال فلسطين المحتلة التي نزح مستوطنوها عنها منذ بداية العدوان على أهلنا في غزة بعد “طوفان الأقصى”.

لكن المقاومة لم ولن تسمح لهم بالهناء لحظة، ليس فقط في لبنان، بل في طوق كامل يجعل هذا الكيان سليباً بين راحات قناها، وبشكل يتناسب طرداً مع الدعم الذي يتلقاه من أمريكا والغرب الجماعي.

إن المقاومة وأبناء المجدل وكل شريف حر في هذه المنطقة باقون على موقفهم في التحدي، وتحقيق هدف التحرير المنشود مهما زاد الترغيب والاغتيال والفَتْنُ والترهيب.