أخبارصحيفة البعث

موجة “الإسلاموفوبيا” تجتاح أمريكا

تقرير- سمر سامي السمارة

أشار مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”، المتخصص في الدفاع عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة مؤخراً، إلى ارتفاع وتيرة الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والذي بدأ في تشرين الأول بالعدوان الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة على قطاع غزة.

ونشر المجلس بيانات تُظهر معدل الارتفاع المستمر لكراهية العرب والفلسطينيين منذ كانون الثاني لغاية حزيران 2024، مع 4951 شكوى موثقة، أي بزيادة وصلت إلى 69٪  مقارنة بنفس الفترة في عام 2023.

جاء ذلك بعد أن تلقى المجلس 3578 شكوى من تشرين الأول الماضي حتى كانون الأول، بزيادة  بلغت 178٪ مقارنة بالفترة المماثلة لمدة ثلاثة أشهر من العام الماضي، وللإشارة فقد تعلقت الحصة الأكبر من الشكاوى لعام 2024 بقضايا الهجرة واللجوء “19٪”، وهو ما يتماشى مع عام 2023، و أعقب ذلك الشكاوى المتعلقة بالتمييز في التوظيف والعمل “14٪”، والتمييز في التعليم “10٪”، وجرائم الكراهية والحوادث “8٪”.

منذ بدء العام الحالي وحتى الآن، شهد شهر أيار العدد الأكبر من شكاوى التمييز في مجال التعليم، والتي ربطها المجلس بـ “إدارات الجامعات التي تتخذ إجراءات قمعية ضد الطلاب المناهضين للإبادة  الجماعية”، بدءاً من جامعة كولومبيا في نيسان الماضي.

وفي بيان لـ كوري سيلور مدير الأبحاث والمناصرة في المجلس قال: “يبدو أن العديد من مؤسسات التعليم العالي، سمحت تاريخياً بتسميم حرمها الجامعي باسم الحرية الأكاديمية، بينما تجد الخطاب المناهض للإبادة الجماعية في غزة أمر غير مقبول”.

وأضاف سيلور: “تظهر بياناتنا أنه في حين كانت الاحتجاجات الطلابية محور التغطية الإعلامية للحركة المناهضة للإبادة الجماعية في غزة، واصل أرباب العمل معاقبة موظفيهم بسبب وجهات نظرهم، كما كانت الوكالات الفيدرالية مثل الجمارك وحماية الحدود ومكتب التحقيقات الفيدرالي تفسر مناهضة الإبادة الجماعية على أنها نشاط مشبوه”.

وجاء إصدار بيانات المجلس في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة الأسبوع الماضي لإلقاء كلمة أمام الكونغرس – التي قاطعها العشرات من المشرعين – والاجتماع بشكل خاص مع الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية المفترضة لانتخابات  تشرين الثاني والرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري.

نتيجة الدعم اللوجستي المتواصل الذي تقدمه الإدارات الأمريكية
“لإسرائيل” شن نتنياهو عدوانه المستمر على غزة، حيث أدت المجازر التي تركتبها القوات الإسرائيلية إلى استشهاد ما يزيد على 39400 فلسطيني وإصابة 90996 آخرين، على الرغم من أن الخبراء يتوقعون أن يكون عدد الشهداء النهائي أعلى من ذلك بكثير.

اتهمت جنوب إفريقيا “إسرائيل” أمام محكمة العدل الدولية بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، والتي قضت في 19 تموز بأن الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود لغزة والضفة الغربية غير قانوني ويجب أن ينتهي، وقال خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة مؤخراً، إن “إسرائيل” يجب أن تمتثل للحكم.

بدوره وصف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، ارتفاع وتيرة الكراهية في جميع أنحاء الولايات المتحدة بأنه “موجة كراهية دعمها بايدن بسبب الإبادة الجماعية في غزة”.

وأوضح المجلس: “يأتي ارتفاع وتيرة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة في شكل دورات، حيث نشأت الموجتان الكبيرتان الأخيرتان نتيجة لإعلان ترامب عام 2015 حظر دخول مواطني سبع دول معظمها ذات أغلبية مسلمة، وتنفيذه في عام 2017، لكن هذه الموجة تتجاوز إجمالي الحوادث الواردة خلال هاتين الدورتين”.