أخبارصحيفة البعث

أمريكا أمة تصفق للقتل الجماعي

تقرير- عناية ناصر

في لحظة مخزية في تاريخ الولايات المتحدة، ألقى رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، المتهم بارتكاب جرائم حرب، خطاباً أمام الكونغرس في 24 تموز، مطالباً بمزيد من الأسلحة لمواصلة حربه على غزة، في حين وجدت محكمة العدل الدولية أن ذلك من شأنه أن يجعل “إسرائيل” تستمر في ارتكابها للإبادة الجماعية.

تسعى المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكن بدلاً من اعتقاله، تقوم حكومة الولايات المتحدة -المورّد الرئيسي للأسلحة لـ”إسرائيل”- كلّ عام بإرسال مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية، بما في ذلك آلاف المتفجرات عالية الطاقة والأسلحة الأخرى منذ تشرين الأول.

هناك أدلة دامغة على أن القوات الإسرائيلية تحت قيادة نتنياهو ارتكبت فظائع جسيمة ضد الفلسطينيين في غزة، وهذا على خلفية الاحتلال العسكري غير القانوني للأراضي الفلسطينية والفصل العنصري، كما أكد ذلك حكم لمحكمة العدل الدولية مؤخراً.

ومع ذلك، دعا الكونغرس نتنياهو للتحدث، الذي قام باستخدام منصة الكونغرس لإنكار أي مسؤولية عن المذبحة والمجاعة والدمار الكارثي في ​​غزة، وتشويه سمعة الأمريكيين الذين يشعرون بالفزع من دعم حكومتهم لحملة الإبادة الجماعية التي يقودها.

وبينما كان نتنياهو يتحدث، نزل الآلاف من الناس إلى الشوارع بالقرب من الكابيتول، وتحدّوا الغاز المسيل للدموع والاعتقال، وأعربوا عن رأي غالبية الأمريكيين الذين يطالبون بوقف إطلاق النار الفوري والدائم في غزة وحظر الأسلحة على “إسرائيل”، إذ يشعر معظم الأمريكيين بالاشمئزاز من استمرار ظهور القنابل المصنوعة في الولايات المتحدة في مذبحة تلو الأخرى، فعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية وحدها، قصفت “إسرائيل” ما يُسمّى بـ”المناطق الآمنة” وما لا يقلّ عن ثماني مدارس في غزة، والتي لجأ إليها آلاف الفلسطينيين النازحين قسراً.

في التاسع من تموز، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة بحق ما لا يقلّ عن ثلاثين فلسطينياً كانوا يلعبون كرة القدم في مدرسة “العودة” باستخدام قنابل من طراز GBU-39 من إنتاج شركة بوينغ كما أسقطت “إسرائيل” قنابل من طراز GBU-39 على مدرسة أخرى تابعة للأمم المتحدة تحوّلت إلى مأوى في مخيم النصيرات للاجئين في السادس من تموز، مما أسفر عن استشهاد أربعين شخصاً على الأقل. ورغم كلّ هذه الفظائع، لا تزال الأسلحة تتدفق إلى “إسرائيل”، وهذه الشحنات من الأسلحة تنتهك القانون الدولي، وفي هذا الإطار دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وخبراء مختلفون جميع البلدان إلى إنهاء بيع ونقل المعدات العسكرية إلى “إسرائيل”، أو المخاطرة بالتواطؤ في الجرائم، بما في ذلك الإبادة الجماعية، كما دعوا مصنّعي الأسلحة الذين يزوّدون “إسرائيل” إلى القيام بالشيء نفسه، بما في ذلك شركات بوينغ وجنرال ديناميكس ولوكهيد مارتن ونورثروب غرومان. بمعنى لا ينبغي أن تصبح الولايات المتحدة أمة تصفق للقتل الجماعي.