بمناسبة عيد الجيش.. قصائد وأغان وطنية في المنتدى الثقافي العراقي
ملده شويكاني
بموال وديع الصافي “يا بني بلادك قلبك اعطيها وغير فكرك ما بيغنيها” وصوت اليافع إلياس أبو عرّاج، بدأت الفعالية الشعرية والموسيقية الغنائية بعنوان “الجيش العربي السوري.. أسطورة الخلود”، التي أقامها المنتدى الثقافي العراقي بالتعاون مع إدارة المهرجانات والكرنفالات الدولية ممثلة بالدكتور هنائي داوود، وبمشاركة الفرقة الموسيقية للمهرجانات والكرنفالات الدولية والكورال، وإشراف منى هيلانة أمين سرّ قيادة العراق، فتآلفت العراق وحلب الشهباء ودمشق بتحية إلى قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد، وإلى الجيش العربي السوري في عيده الموافق الأول من شهر آب.
وخلال الفعالية، أطلق الدكتور هنائي داوود أربع مواهب صاعدة لليافعين هم ماهر سيف الدين وإلياس أبو عرّاج وليلاس حمد الله ويارا بقاعي، أما مفاجأة الفعالية فكانت بقدوم الفنان شريف الآغا من حلب للمشاركة بالموشحات والقدود الحلبية والقصائد الغزلية.
قدّمت الفعالية الشاعرة خزامى الشلبي واستهلتها بتوجيه تحية إلى قائد الوطن والجيش العربي السوري، الذي تأسّس عام 1945 وحقق انتصارات مذهلة في حرب تشرين التحريرية والحرب الإرهابية على سورية، والذي يعدّ في مقدمة الجيوش العربية، ومن الجيوش المتقدمة في العالم، وهو رمز التصدي والمنعة والشموخ، شعاره الأسمى: وطن وشرف وإخلاص، ثم افتتحت الفقرات الشعرية بقصيدتها “شام الأسد” افتخرت بها بصفات الجيش العربي السوري، منها نختار:
بدمائنا نفدي البلد
منصور يا شام الأسد
جيش الكرامة باسل
دحر العدو إلى الأبد
جيش عزيز ماجد
تحت اللواء قد اتحد
ومن العراق، شارك الشاعر صالح الكندي بمجموعة قصائد من الشعر المحكي باللهجة العراقية، حيّا فيها قائد الوطن والجيش العربي السوري وأظهر العلاقة الأخوية الحميمة التي تربط بين سورية والعراق “عيدك نغني يا جيشنا الغالي”.
كما شاركت الشاعرة فاتنة الترك بقصيدة “يا شام” وتميّزت بإلقائها القوي المعبّر:
تعب الزمان وأنتِ لم تتعثري
فتعثرت من خلفك الأقزام
بغوطتيك شهادة وكرامة
وعلى الجبال ترفرف الأعلام
ومن حلب الشهباء ألقى باللهجة المحكية الشاعر أديب قلة:
“علمنا أربعة ألوان
الأبيض حمام السلام
محبة سورية عنوان
الأحمر حب الوطن
والأسود حور العين
والأخضر لون الربيع”
وعاد بقصائده إلى ما فعله الإرهابيون بحلب “بيت ومعمل سرقوك، أسواق ومتاجر حرقوك”، أما الفقرات الفنية الغنائية والموسيقية فكانت متنوعة، وأخذت الحيّز الأكبر من الفعالية بتقديم ألوان من الغناء العربي والتراث بمرافقة الفرقة الموسيقية المؤلفة من الدرامز والطبلة والرق والكمانات والأورغ، وبدأت بإطلاق المشاركين اليافعين الأربعة من المنتدى الثقافي العراقي المتميزين بجمالية الأصوات مع الفروقات الفردية بخاصية الصوت والحضور، إذ قدّم ماهر سيف الدين لوحة منفردة بالعزف على العود والغناء لمقتطفات من التراث “عمي يا بياع الورد” ومن ثم بالأوف والموال، لكن مساحة صوته بدت بغناء موشح “لما بدا يتثنى” وبمرافقة الفرقة.
وتميزت يارا بقاعي بقربها من الجمهور وتفاعلها مع الفرقة بالغناء “زي العسل” تخللها فاصل موسيقي للأورغ والإيقاعيات بشكل خاص، ثم غنّت بتفاعل جميل أغنية داليدا الشهيرة “كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي” ثم قدمت بتأثر أبكاها أغنية باللغة اليابانية تحكي فيها عن أطفال غزة، من خلال حكاية طفلة استيقظت على وقع انفجار أودى بعائلتها والمحيطين بها، لتجد أشلاء الجثث حولها.
ثم فاجأ إلياس أبو عرّاج الطالب بمعهد صلحي الوادي ومن أطفال جوقة الفرح الحاضرين بجمال صوته وتمكّنه من الغناء ولقاء الجمهور، فبدأ من موال وديع الصافي “يا بني” بتدرجات مقامات صوته، بمرافقة الكمان والأورغ بطبقة خافتة، وتابع مع الفرقة الغناء لملحم بركات “سلم عليها يا هوى” وتميّز صوته بطبقة مرتفعة علت على صوت الموسيقا في مواضع.
كما أعجب الحاضرون بليلاس حمد الله التي غنّت من التراث “يا الأسمر اللون” تابعت بغناء “أنا اعتزلت الغرام” وتألقت باللون الطربي بالغناء لهدى سلطان “إن كنت ناسي- أفكرك يا ما كان غرامي بيسهرك” مع الآهات بمرافقة الفرقة والكورال.
المغنية رامية بشارة شاركت بميكس من التراث “آه يا حلو، وأول عشرة محبوبي، وغيرها” ثم انتقلت إلى اللون الطربي وموسيقا الزمن الجميل، فغنّت لوردة الجزائرية “في يوم وليلة” بعد أن قدمت الفرقة مقدمة موسيقية طويلة.
مفاجأة الفعالية كانت بالحضور الآسر للمطرب الحلبي شريف الآغا الذي وجّه تحية إلى قائدنا وجيشنا بموال أنا سوري، ثم تابع “حيوا سورية بلدنا، حيوا هالأرض اللي ربتنا” ليصل إلى القفلة “هيدي سورية” على وقع المتتالية الإيقاعية، ليقدم أيضاً بتفاعل الحاضرين مجموعة من الموشحات والقصائد، منها “خمرة الحب اسقنيها” بمرافقة الفرقة بدور الإيقاعيات، ومن أجمل ما قدمه بالغناء المنفرد مع مرافقة الكمان موال يا لائمي، الذي غناه صباح فخري:
يا لائمي في الهوى العذري كفاك
شجار ما أنت ملوّع ولا تدري بحالي
أما الأجمل على الإطلاق فكان بغنائه قصيدة قيس بن الملوح “يقولون ليلى بالعراق مريضة” إهداء إلى العراق:
ألا إن ليلى بالعراق مريضة
وأنت خليّ البال تلهو وترقد
فلو كنت يا مجنون تضنى من الهوى
لبت كما بات السليم المسهّد
وأنهى مشاركته مع الكورال بأغنية ملحم بركات “ما في ورد”.
وعلى هامش الفعالية، ألقى رئيس روابط الفنانين العراقيين حسين جبوري كلمة تحدث فيها عن مواقف ومآثر الجيش العربي السوري، فرجاله صنعوا المستحيل وواجهوا أصعب الأوضاع، وكسروا شوكة العدو الصهيوني، وأنهى كلمته بتوجيه تحية إلى السيد الرئيس بشار الأسد.
وتابعت منى هيلانة أمين سر قيادة العراق الحديث عن أهمية الفعالية التي تحيّي قائدنا وجيشنا، وعن مشاركة المنتدى الثقافي العراقي بالمناسبات الوطنية والمشهد الثقافي والفني، ونوّهت بخطة المنتدى بتقديم المواهب الشابة الصاعدة، ولاسيما أن المشاركين يتابعون دراستهم الموسيقية والغنائية في المعاهد الموسيقية، لتختتم الفعالية بغناء “بكتب اسمك يا بلادي” بأجواء حماسية.