رياضتنا تعاني قلة الموارد المالية والمستوى الفني يتأثر
لا يختلف اثنان على أن المال بات يتحكّم بكلّ شيء في رياضتنا، وليس في لعبة معينة وحسب، ولكنه في كرة القدم يكاد يكون كلّ شيء.
وإذا ما ألقينا نظرة فاحصة على واقع كرة القدم الآن من ناحية مالية، وما كانت عليه قبل بضع سنوات، فإننا نلحظ تغيراً “جذرياً” في الأرقام والمبالغ التي يتقاضاها اللاعبون والمدرّبون والحكام والإداريون وغيرهم من مفاصل اللعبة، لكن إذا ما قورنت هذه المبالغ بما يُدفع في دوري درجة ثانية في أي بلد مجاور فهي قليلة، وهنا تكمن المشكلة.
هذه المسألة أثّرت سلبياً على مستوى الدوري المحلي الذي تراجع كثيراً، وأُفرغ من نقاط قوته، حيث يقبل اللاعب الوطني بأي عرض خارجي يقُدّم له، لأن مردوده المادي أكبر بكثير مما سيتقاضاه في الدوري العام، وفي الوقت نفسه فإن استقدام لاعبين أجانب ليسوا على مستوى الطموح أفرغ صناديق الأندية من الإمكانيات المادية، وهذا أيضاً أثّر سلبياً على الدوري.
هذا التأثير انسحب على مستوى المنتخبات الوطنية، لأنه لا اللاعب الذي يلعب داخل البلد يتطوّر مستواه لغياب المنافسة الحقيقية، ولا اللاعب الذي يلعب خارج سورية يفكّر كثيراً بمستواه أو في تحديد خياراته من الأندية القوية، ويقبل بأي عرض.
هذا الأمر ينطبق على المدرّبين أيضاً، وكلّ ذلك يصبّ في بوتقة منتخباتنا الوطنية التي خرجت بخفيّ حنين، وتراجع حضورها كثيراً، شأنها في ذلك شأن الأندية والتي تفشل في كلّ محاولاتها الآسيوية (آخرها خروج الفتوة من دور المجموعات ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي).
المدرّب المختص حسام كيلاني أكد لـ”البعث” أن مستوى الدوري منذ عدة سنوات غير ملبٍّ للطموح ليس على مستوى نوعية اللاعبين فقط، بل يشمل المدرّبين والحكام والملاعب غير المؤهلة، مضيفاً: كلّ ذلك أثر بشكل سلبي على كرتنا السورية، فتراجعت نتائج منتخباتنا الوطنية واندثرت المواهب، والدليل النتائج غير المرضية التي حقّقتها منتخباتنا بالفئات العمرية خلال السنوات الخمس الماضية، وكلّ ذلك مرتبط بعدم توفر السيولة المالية التي تعاني منها كرة القدم وكافة الألعاب الأخرى، لذلك على القائمين على كرتنا ورياضتنا البحث عن سبل وموارد جديدة لعودة اللعبة كما كانت عليه فيما مضى.