الولايات المتحدة في القطب الشمالي
تقرير- هيفاء علي
يمثل قرار الولايات المتحدة إعلان القطب الشمالي “منطقة مواجهة إستراتيجية” ونية واشنطن الدفاع فيها عن مصالحها الوطنية، وفق تعبيرها، تحدياً جديدًا لروسيا والصين.
وبحسب إستراتيجية القطب الشمالي الجديدة، التي نشرها البنتاغون في 22 تموز الماضي، تبدأ الولايات المتحدة اعتبار هذه المنطقة ساحة للمواجهة الإستراتيجية، والدافع وراء ذلك هو أن المنطقة شهدت عدداً من التغيرات الجيوسياسية الجوهرية، ومن بين هذه التغييرات، لا يذكر البنتاغون الحرب الأوكرانية وانضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي فحسب، بل يشير أيضاً إلى زيادة التعاون بين الصين وروسيا.
تنص الوثيقة على أنه بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، أصبح الوصول إلى القطب الشمالي أكثر سهولة، مما يجعله “ساحة للمواجهة الإستراتيجية”. وفي هذا الصدد، أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لما اعتبرته للرد على التحديات مع حلفائها وشركائها لضمان القدرة على التحرك في خطوط العرض الشمالية.
وفي أواخر الأسبوع الماضي، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة، الجنرال تشارلز براون، على ضرورة التفكير بعناية بشأن الأمن الاستراتيجي في القطب الشمالي لتحديد القوات والوسائل التي ستكون هناك حاجة إليها في واشنطن في المستقبل. وقال خلال مؤتمر صحفي إن أحد المظاهر الواضحة للسياسة الأمريكية الجديدة في القطب الشمالي سيكون تكثيف التدريبات العسكرية في المنطقة من أجل إظهار قابلية التشغيل البيني العملياتي وموثوقية القدرات القتالية الموحدة.
وفي سياق التعليق على هذا الأمر، أشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إلى أن الوثيقة الجديدة التي نشرها البنتاغون والتي تزعم وجود “مظاهر المواجهة” توحي بأن روسيا تواجه تصعيد المواجهة في هذه المنطقة.
في الأسبوع الماضي، أعلنت قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (نوراد) أنه تم اكتشاف قاذفتين روسيتين من طراز Tu-95 وطائرتين صينيتين من طراز H-6 في منطقة الدفاع الجوي في ألاسكا. ثم عرضت وزارة الدفاع الروسية لقطات للدورية المشتركة للمجموعة الجوية الروسية الصينية، وقد أعلن الكرملين في هذا الموضوع أن “التفاعل الروسي الصيني في منطقة القطب الشمالي لا يمكن إلا أن يعزز مناخ الاستقرار والقدرة على التنبؤ في القطب الشمالي”. وكما أكد ديمتري بيسكوف، فإن هذا التعاون يهدف إلى حماية مصالح هذه الدول وتحسين مستوى رفاهية شعبي البلدين. من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إن بكين تعارض أي تفسير خاطئ أو انتقاد للتعاون الصيني الروسي في القطب الشمالي من قبل الولايات المتحدة. مضيفةً أن الصين، تعمل باستمرار على تعزيز التعاون مع جميع الأطراف المعنية في منطقة القطب الشمالي، وتلتزم بالحفاظ على السلام والاستقرار في القطب الشمالي وتعزيز تنميتها المستدامة.