شروط قاسية يفرضها “صندوق الجفاف” على الفلاحين في سهل الغاب
حماة- نجوة عيدة
لم تكن خسارة الفلاحين في بعض قرى عين الكروم بسهل الغاب لمحصولي القمح والجلبانة سهلة أو عابرة، بل كسرت كاهل من اتكأ على إنتاجها لعام كامل فكانت مخيبة للآمال، وخاصة لمن استأجر أرضاً أملاً بالرزق وهرباً من الحاجة، فهرب الرزق وزاد الفقر، وتجاوزت خسائر البعض في تلك القرى الـ12 مليون ليرة وآخرين ما بين الـ5 و7 ملايين، ومن يمتلك مساحات كبيرة كانت خسارته 70 مليون ليرة عن موسم القمح ومنهم لم يحصد سوى 700 كيلو من أرض مساحتها 13 دونماً، علاوة على ذلك وصل ثمن السماد 50 كيلو إلى 530 ألف ليرة ببعض الجمعيات الفلاحية، إضافة لتكاليف عمليات النقل إلى سلحب وأجور علاج المحصول ومتابعته، كلّ تلك المصاعب لم تشفع للمزارعين عند أصحاب الشأن فكان “مهر” صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية غالياً، ولم يتمكّن من تضرّر من الحصول على التعويض، وحتى يصل “ابن الأرض” إلى جزء من المال هناك شروط قاسية عليه أن يحققها، وإن صار وتحققت فالفائدة أيضاً تقسم إلى شرائح، وحال لسان المتضرّرين يقول شرّ البلية ما يضحك. بالمقابل يلعب المعنيون في وزارة الزراعة على مصطلح “التخفيف”، إذ يعتبر المهندس قصي سلوم مدير الصندوق في وزارة الزراعة أنهم معنيون بها فقط وليس بالتعويض بالمعنى الشامل، وهي تشمل كلّ مفرزات وآثار الطبيعة على عملية الإنتاج الزراعي والتي تؤدي إلى خسائر تزيد عن 50% من الإنتاج ومساحة تزيد عن 5% من الوحدة الإدارية، ويندرج تحت مسمّى الكارثة -حسب سلوم- كلّ ظاهرة لا يمكن منع حدوثها ولا يتدخل العنصر البشري بإحداثها كالصقيع والجفاف وغيرها من “مفاجآت” الطبيعة وكي يستحق الخاسر لرزقه التعويض، يجب أن يقدّم طلب كشف أضرار خلال مدة لا تتجاوز 15 يوماً من تاريخ حدوث الضرر للوحدة الإرشادية التابع لها لمتابعة خطوات الكشف والتسجيل، وإلا سقط حقه بالتعويض بحسب قانون الصندوق.
أما عن نسبة التعويض وكيفيتها، فقد أوضح سلوم أن الضرر يندرج تحت شرائح ويبدأ من 50% من حجم الإنتاج المتضرر كحدّ أدنى، فمن 51 إلى 69% يعوّض الفلاح بـ5% من تكلفة وحدة المساحة ومن 70 إلى 89% يعوض 7%، أما من 90 إلى 100% يتمّ التعويض له بـ10% من حجم تكلفة وحدة المساحة، ولأنها نسب قليلة اعترف المدير أن إمكانيات الصندوق لا تسمح بأكثر من ذلك، وقال: نحن غير محكومين بكتلة مالية بل بضرر وبشروط يحققها الفلاح المتضرّر، ونعوض بشكل جماعي عندما يكون تأثير الكارثة جماعياً.
وعن خسارة الفلاح الكبيرة بموسم القمح والجلبان، أفاد مدير الصندوق بأن الضرر لم يكن واضحاً لأحد حتى للفلاح الذي تفاجأ بحجمه، وشرح سلوم أن الأمطار الغزيرة التي هطلت بفترة الإلقاح لم تسمح باكتمال نمو السنابل، فجاءت الأضرار كبيرة وكارثية، أما منطقة عين الكروم فهي لم تحقق شرط الـ5% من مساحة الوحدة الإدارية، وتمّ التواصل مع رؤساء لجان المناطق والاستفسار عن الغمر، وأكدوا عدم تحقيقهم الشروط فسقط إثر ذلك حقهم بالتعويض، على عكس منطقة شطحة التي بلغ فيها عدد المتضررين عن موسم الجلبان 686 شخصاً بإجمالي مساحة متضررة بلغت 2123 دونماً، وكان المبلغ المقترح تعويضه 127 مليون ليرة موزعة للإرشاديات، أما القمح فقد بلغ العدد الإجمالي للمتضررين 2221 متضرراً والمساحة المتضررة فاقت الـ11 ألف دونم، وكان المبلغ المقترح للتعويض ملياراً و18 مليوناً و890 ألف ليرة أيضاً في مجال قسم شطحة، مؤكداً أن المبالغ المقررة يتمّ تحويلها للمصرف الزراعي بالمنطقة المعنية ليستلمها الفلاح بنفسه.