ثقافةصحيفة البعث

قراءات نقدية في النّفس الملحمي عند الشاعرة ريم البياتي

طرطوس- محمد محمود

قراءات نقدية دقيقة أضاء من خلالها اتحاد كتّاب طرطوس في ندوته الأسبوعية، يوم الأحد الرابع من آب، على النفس الملحمي في قصائد الشاعرة ريم البياتي، والرمز والأسطورة الذي امتازت به كتاباتها، واختيرت قصيدة “سفر بهلول السومري” أنموذجاً لهذا الشعر من خلال شرح لتفاصيل القصيدة التي وردت في المجموعة الشعرية “الغرباء والمنفى” الصادرة عن “دار السرد للطباعة والنشر والتوزيع” في بغداد عام ٢٠٢٢.

رئيسُ فرع اتحاد الكتّاب بطرطوس منذر عيسى الذي قدّم القراءة النقدية لشعر البياتي أكد أن ما يقدّمه شعراء وأدباء طرطوس يرقى لمستوى الإنجازات في سورية والوطن العربي، والمطلوب أن نكون على دراية واطلاع ومتابعة بكلّ ما يصدر، لكن هذا الأمر تحكمه اليوم قضايا عدة، منها قلة التواصل وقلة النسخ المطبوعة لأعمال الشعراء وإنتاجهم الفكري.

وأكّد عيسى أن ملاحظاته التي قدّمها حول القصيدة الملحمية في شعر يسرى رجب مصطفى -ريم البياتي- ليس في إطار النقد بقدر كونه في إطار القراءة وتسجيل الملاحظات والإضاءة للاستفادة من التجربة، مبيناً أن الشاعرة تمتاز بنفس طويل، وعمق معرفي وثقافي وتاريخي يؤهلها لتكتب هذا النوع من القصائد ضمن مشهدية جميلة رسمتها البياتي بإيقاع محبّب سلس جميل، فأكدت بلسان بهلول السومري وهو الرمز المشهور على قضايا عدة منها شكل الدائرة في إشارة للقاء البداية بالنهاية وحالة الاكتمال، وحقيقة الصراع الطبقي التي يستغل فيها جهل الأغلبية والرسالة الحضارية، لتظهر انحيازها للقضايا الإنسانية، وغير ذلك من القضايا مستخدمة الرمز والأسطورة ككلّ شعراء الحداثة، مع رفد القصيدة بجماليات خاصة تزخر بقيم دلالية فيها شيء من تاريخ الحضارات وتجارب الشعوب وخبرتها ونقل المعتقدات والأحلام.

من جهتها، تحدثت الشاعرة ريم البياتي في تصريح لـ”البعث” عن تقديرها العميق لهذه القراءات التي قدّمها اتحاد الكتّاب لشعرها، والكتابات التي وردت في ديوان “الغرباء والمنفى” وصنّفت كقصائد فلسفية طويلة نخبوية، حيث تعدّدت المواضيع، من قصائد للوطن والإنسان والمأساة التي حدثت بسورية، ونصرة قضايا الإنسان، والثورة الجزائرية والربط بينها وبين ثورة الفقراء في العراق -الزنج-، كما تضمنت قصائد لليمن، وفلسطين، وكل الوطن العربي في شكل عمودي وقصائد من نمط شعر التفعيلة، وعدّت أن النفس الملحمي الذي يظهر في قصائدها مرتبط بشكل وثيق مع انتمائها لجيل تربى على القومية، وينظر إلى البلدان العربية ككل واحد، فما يحدث لأي طفل في المغرب مثلاً يحاكي ما يحدث لأطفال فلسطين والعراق وسورية وكل البلدان العربية، وتحدثت أيضاً عن مجموعتها الشعرية التي صدرت، مؤخراً، بعنوان “بوابات الهلع”، وهي مجموعة واسعة تركز على الشعر الملحمي بشكل أكثر وضوحاً، وتتناول مجال ما بعد الخلق والإنسان والمقاومة، حيث استغرق إنجاز هذا الديوان أكثر من أربع سنوات، وهو يضاف إلى مجموعة أعمالها التي تضمّ سبع مجموعات شعرية بعناوين وقراءات متنوعة.