زيارة غير موفقة
تقرير- عائدة أسعد
اختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زياراته المتتالية التي استمرت عشرة أيام إلى ست دول مجاورة للصين – لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا – يوم السبت الفائت.
هذه الرحلة ليست فقط الثامنة عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى المنطقة بصفته وزيراً للخارجية، ولكنها أيضاً أول زيارة خارجية يقوم بها كبير الدبلوماسيين الأمريكيين منذ انسحاب بايدن من الانتخابات الرئاسية.
كان من المفترض أن توقظ السيناريوهات التي تكشفت من محطة إلى أخرى على مدار الأيام العشرة الضيف الأمريكي على حقيقة مفادها أن التفاؤل الذي أظهرته إدارة بايدن عند الإعلان عن الرحلة ببيان صحفي طويل ورفيع المستوى “نحن قادمون” كان إلى حد كبير مجرد هراء.
وبدلاً من إظهار هالة من الهدوء الطبيعي لمضيفيه، فإن الأخيرين هم الذين استخدموا زيارة بلينكن لنقل شعور بعدم الارتياح له إزاء شذوذ الوضع الداخلي في الولايات المتحدة. فقد قال الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن في مانيلا: “نحن سعداء جداً برؤيتك مرة أخرى وقد فوجئت بعض الشيء بالنظر إلى مدى إثارة وضعك السياسي في الولايات المتحدة، ولكنني سعيد لأنك وجدت الوقت للحضور وزيارتنا”.
وفي سنغافورة، سأل دبلوماسي كبير بلينكن عن الضجيج الذي ينبعث من الحملة الرئاسية فأجاب: “حقاً.. لم أسمع أي شيء من هذا”، وسط ضحكات من الحضور، قبل أن يحاول الإجابة بجدية، وحسب شبكة إيه بي سي نيوز قال بلينكن: “لدينا هذه الأشياء الدورية التي تسمى الانتخابات وأعتقد أنه من الطبيعي أن يطرح الناس الأسئلة قبل كل انتخابات نظراً لأهمية هذه اللحظة في التاريخ التي تعيشها بلادنا في مختلف أنحاء العالم”.
لكن تعليقه بأن “هناك عدداً من الثوابت التي لا تتغير بشكل أساسي بغض النظر عن من يفوز في انتخابات معينة لم يخدم إلا العكس في تعزيز قناعة جمهوره”.
وفي اليابان، كان القلق ملموساً حيث قالت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا له ولوزير الدفاع الأميركي الزائر في طوكيو: “نحن عند نقطة تحول تاريخية وأما بالنسبة للوضع الأميركي، فنحن نراقب باهتمام شديد ولكن على أية حال، من أجل الدفاع الكامل والشامل عن النظام الدولي، يجب على اليابان والولايات المتحدة الاستمرار في تعزيز قوتنا الرادعة”.
لقد كان بلينكن يتردد دائماً خلال الزيارات عندما سئل عمن سيفوز في تشرين الثاني، وكيف سيؤثر ذلك على السياسة الخارجية الأميركية، حيث قال في سنغافورة، متراجعاً عن إجابته المعتادة: “إحدى فوائد وظيفتي هي أنني لا أمارس السياسة”، ولكن في قوله: “إنني سألتزم بالسياسة الخارجية لإدارة بايدن خلال الأشهر الستة المقبلة لمحاولة، تعزيز ليس فقط مصالحنا الخاصة، ولكن مصالح العديدمن أصدقائنا وشركائنا”، حيث قدم بلينكن ما بدا وكأنه خطاب وداع.
يبدو أن الشركاء يتبنون تراجعاً حذراً عن موقف المواجهة الذي تتبناه الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وموقف الانتظار والترقب.