أخبارصحيفة البعث

هل تغير إيران قواعد الاشتباك؟

تقرير- سنان حسن

ينتظر العالم الرد الإيراني على الجريمة الإرهابية التي ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية أثناء زيارته طهران، وعلى الرغم من كل الوساطات والاتصالات الدبلوماسية الدولية لثني طهران عن الرد، إلا أن ما جاء به قائد حرس الثورة الإيراني الجنرال حسين سلامي خلال مؤتمر صحفي، من تصريحات علنية لأول مرة تصدر عن قيادي إيراني: الولايات المتحدة و”إسرائيل” تزعمان اليوم أنّ إيران لا يحق لها أن تملك قدرةً نووية”،  توحي بأن شكلاً من أشكال رد طهران على العدوان الإسرائيلي قد يكون الإعلان عن امتلاك سلاح نووي يكسر كل قواعد الاشتباك ويفرض معادلة جديدة في الشرق الأوسط والعالم.

في تشرين الأول من عام 2003 أصدر قائد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي قراراً نهى فيه إنتاج واستخدام أي نوع من أسلحة الدمار الشامل، وبعد عامين، في آب 2005، أٌعلن هذا القرار في بيان رسمي للحكومة الإيرانية في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

هذا المبدأ كان الأساس في مفاوضات إيران الماراثونية مع القوى الكبرى قبل توقيع الاتفاق النووي عام 2015 وإقراره في مجلس الأمن بالقرار 2231، ولكن مع انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018 وإعادة فرض العقوبات على طهران وما تلاه من أعمال عدائية ضدها منذ ذلك الحين ولغاية اغتيال هنية، يبدو أن إيران في صدد إعادة مراجعة لعقيدتها النووية مع تصريحات الجنرال سلامي.

في ظل التبجح الإسرائيلي المتواصل، ولاسيما منذ بداية معركة طوفان الأقصى، والانتهاكات التي قام ويقوم بها، منذ أكثر من 300 يوم على بدء العدوان على قطاع غزة، ووقوف المجتمع الدولي وقواه الكبرى عاجزة عن القيام بأي فعل من شأنه إيقاف المجازر الإرهابية التي ترتكب في غزة، وفي الإقليم والتي كان آخرها اغتيال قيادي فلسطيني في طهران، وآخر في الضاحية الجنوبية لبيروت، يبدو أن التلويح الإيراني بتغيير العقيدة النووية، رغم الاغتيالات الإسرائيلية للعلماء الإيرانيين، من شأنه أن يغير في قواعد الاشتباك في المنطقة، ويدفع واشنطن في الدرجة الأولى للجم التهور الإسرائيلي بقيادة نتنياهو وعصابته المتطرفة، ووقف المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين في غزة والضفة، وإلا فإننا بالفعل أمام مرحلة جديدة من المواجهة مع طهران وحلفائها، يمكن خلالها تجاوز الكثير من القواعد السابقة في ظل تعنت الطرف الآخر، واعتقاده بأن القوة وحدها ممكن أن تحسم الموقف، فالأمور تبدلت وتغيرت ولم تعد كالسابق، يكفي أن نشاهد ونسمع ما تحدث به الأمين العام لمجلس الأمن الروسي من العاصمة طهران بالأمس، لندرك أن الزمن والمواقف تغيرت وتبدلت، وأن “الأحادية القطبية” لبعض القوى في العالم، بما فيها الولايات المتحدة، قد انتهت، كما قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.