ارتفاع أسعار بعض أصناف الموالح والمكسرات 100%.. وتراجع البيع بنسبة 60%
دمشق- ميس خليل
احتلت الموالح والمكسرات مؤخراً مكان الصدارة إلى جانب السلع الغذائية الأخرى من حيث ارتفاع أسعارها، وتعتبر الموالح والمكسرات إحدى السلع المكملة وهي صديقة السهرة لأغلب العائلات، إلا أنها غابت في ظلّ ارتفاع أسعارها وألغيت لدى الكثير من الناس، وخاصة “المكسرات الذهبية”، كالكاجو والفستق الحلبي واللوز التي حلقت أسعارها بشكل كبير جداً.
وتتفاوت أسعار الصنف الواحد من الموالح بين حيّ وآخر، ومحل وآخر، وبين منطقة وأخرى، فهي في الأحياء الشعبية أقل من الأسعار في المناطق “الراقية”، ووصل سعر كيلو الفستق العادي المحمص إلى 60 ألف ليرة والقضامة أيضاً 60 ألفاً، وتجاوز سعر كيلو الفستق الحلبي 300 ألف، وبلغ سعر كيلو الكاجو في السوق ما بين ٢٥٠ ألف ليرة و300 ألف، وكيلو “النقاريش أنيسة السهرات” من 40 إلى 80 ألفاً بحسب المنطقة، وحتى بزر عباد الشمس الذي يستقطب ذوي الدخل المحدود تضاعف سعره إلى 70 ألف ليرة.
ويوضح أبو عبادة أنه نظراً لارتفاع أسعار المكسرات، أصبحت من المواد الثانوية، وصرفنا النظر عن شرائها لأنها ليست ضرورية.
وبرأي أبو محمود، صاحب محل لبيع البزورات والموالح في إحدى المناطق الحيوية، والتي تكثر الحركة الشرائية فيها “مزة شيخ سعد”، أن البيع لا بأس به ويتوفر لديه كلّ أنواع المكسرات والموالح إلا أن الطلب الشرائي للبعض منها انخفض بشكل ملحوظ عن الفترة الماضية، مضيفاً أن ارتفاع أسعار الموالح يعود إلى أسباب كثيرة، منها ارتفاع أسعار الوقود اللازم لعمل ماكينات التحميص إضافة لزيادة أسعار مواد التغليف وغلاء المادة الأساسية من أرض المنتج، فكلّ يوم لها سعر جديد وغير ثابت.
ويرى أبو مهند أن الطلب على المكسرات الصفراء مثل الكاجو والبندق والصنوبر انخفض كثيراً بسبب زيادة أسعارها من منشئها، إضافة للتقنين الشرائي لدى الأغلبية فيكتفي الناس بشراء “وقية” من صنف أو اثنين وغالباً في المناسبات.
من جهته، أكد رئيس الجمعية الحرفية للمحامص عمر حمودة لـ “البعث” وجود تضاؤل كبير في البيع بسبب ارتفاع الأسعار كثيراً عن السنة الماضية بنسب تتجاوز الضعف، وبنسبة تراجع في البيع تفوق 60%.
وأرجع حمودة ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار المواد وملحقاتها والكهرباء والمشتقات النفطية المستعملة في تحميص هذه المواد، إضافة إلى تغيّر سعر الصرف لكون بعض هذه المواد مستوردة، وكذلك ارتفاع أجور العمالة والشحن والنقل والتعبئة والتغليف، مبيناً أن طلب أغلب المواطنين يقتصر اليوم على الأشياء البسيطة منها (مثل بزر دوار الشمس والقضامة الصفراء والبزر الأسود وفستق العبيد بقشرته الخشبية)، وشراء أرخص الأصناف بما يناسب القدرة الشرائية، منوهاً بأن الإنتاج المحلي (البلدي) يقتصر على البزر الأسود ودوار الشمس والفستق الحلبي واللوز ولوز المشمش، التي تعدّ اليوم من أساسيات الحرفة، إضافة إلى ملحقات دخلت المحامص كـ “الشيبسات” مختلفة النكهات والأشكال، وكلّ الإنتاج المحلي لهذه المواد البسيطة لا يكاد يكفي حاجة المنشآت لأن بقية المواد، من فستق حلبي بأنواعه وكاجو وبزر أبيض وبزر كوسا، كلها ملحقات غير موجودة، يتمّ استيرادها من البرازيل والهند.
وذكر حمودة أن بعض الحرفيين محالهم التجارية ومنشآتهم مؤجرة من مالكيها، وهناك بشكل دائم زيادة بأجورها من شاغريها، كما أن وسائل النقل من شحن حمولات وتفريغ المواد ونقلها من مصادرها لمكان بيعها وتصنيعها وأعمال العتالة والعمال الدائمين داخل المحال والمنشآت ومطالبهم بزيادة الرواتب، وهذه كلها أسباب تدخل في ارتفاع الأسعار، كما أن هناك باعة جوالين يبيعون على بسطات عشوائية، وهذا له دور أيضاً في عدم استقرار وتوحيد الأسعار.