صحيفة البعثمحليات

ضبط “بلاوي” التدريب الإلكتروني!

غسان فطوم

حسنا فعلت وزارة التنمية الإدارية بإصدارها أمس قراراً “ينظم آلية اعتماد مراكز التدريب الإلكترونية، ومنح رخصة مزاولة نشاط التدريب الإلكتروني لها”، فما تشهده سوق التدريب من فوضى يختلط فيها الحابل بالنابل، يحتم إصدار هكذا قرار لعله يخلصنا من “بلاوي” منصات ودكاكين التدريب التي تبيع الوهم للمتدربين من خلف الشاشة، وفي المكان من خلال “كورسات” تدريبية تفتقد لأدنى شروط ومعايير التدريب الصحيح أياً كان نوعه أو مجاله، فالأهم عند هؤلاء المتعدين على مهنة التدريب، سواء كانوا أشخاصا أم شركات أم مراكز، هو جباية “المال” على حساب الجودة والنوعية والمهنية والمستوى العلمي العالي للبرامج التدريبية وكفاءة المدربين، وربما لا نبالغ بالقول أن سوق التدريب اليوم أقرب كثيراً  إلى سوق “مضاربة”، وكأننا في بورصة، بدلاً من أن تعمل تلك المراكز على تحقيق الفائدة للمتدربين لجهة تحسين الأداء والإنتاج، وبناء موارد بشرية مؤهلة وفق أفضل وأحدث المعايير المعتمدة عالمياً.

صحيح أن القرار المذكور تأخر كثيراً، لكن نحن على يقين أنه لو تم تطبيقه بشكل جيد (وهذا ما نأمله) سيصبح التدريب الإلكتروني عاملاً أساسياً لا غنى عنه في تنمية الموارد البشرية بشكل ممنهج بعيداً عن البرامج التقليدية التي لا تخدمنا في المرحلة الراهنة، والأهم أن الوعي التدريبي سينمو  عند  المؤسسات والأفراد، وبذلك سنوصد كل الأبواب المستباحة في سوق التدريب الإلكتروني وحتى المكاني، والذي نأمل أن يكون له حصة من المعايير والشروط، وفي كلا النوعين نشدد على تبني الاستراتيجيات والخطط العملية الهادفة لتنمية مهارات العقول وصقل الخبرات وإعداد كوادر بشرية وتمكينها لتكون قادرة على حمل عبء مشاريع وبرامج التنمية، والتكيّف مع المتغيرات التي تحدث في العالم.

خلاصة القول .. إن قوننة آلية عمل مراكز التدريب الإلكتروني خطوة مهمة جداً، لكنها لا تكفي لوحدها إن لم تتكامل مع إلزامها بوضع برامج ودورات تدريبية تحقق أهدافا متوافقة مع متطلبات مشاريعنا التنموية، ولعل من أهمها تطوير القدرات والمهارات القيادية عند متخذي القرارات الإستراتيجية، واعتماد برامج لتأهيل وتعليم الموظفين ليصبحوا محترفين أكثر في عملهم، وخاصة ما يتعلق في البرمجيات أو التكنولوجيا الجديدة، بهدف تحقيق السرعة والمرونة في سير العمل وزيادة الإنتاج كماً ونوعاً، علاوة على تعزيز قدراتهم في تحليل البيانات، وغيرها من أمور مهمة باتت مفتاح الوصول إلى النجاح والتميّز في العمل.