غياب سوق للسمك يرفع أسعاره في طرطوس
طرطوس – محمد محمود
رغم انخفاض أسعار السمك في محافظة طرطوس، إلا أنها ما زالت غير مرضية أو مقبولة بالنسبة للعديد من سكانها، فالأسماك اليوم وجبة بعيدة عن متناول سكان طرطوس، دون استثناء المتواجدين منهم في المدينة رغم اقترابهم من بحرها، وذلك بحكم عوامل عدة، والملاحظ أيضا أن هناك تفاوتا في الأسعار والجودة بين مسمكة وأخرى، لكن المفارقة التي يمكن التساؤل عنها هي التفاوت الكبير في السعر مع سوق السمك في مدينة بانياس المجاورة، والتي سجلت بشكل واضح فروقات كبيرة بالأسعار، مع عرض غني ومتنوع في موسم هذا العام، وكميات وفيرة من الأسماك المنتجة كالبلميدا والبوري والسردين وغيرها، ما جعل بعض السكان يتوجهون لسوق السمك الموجود في تلك المدينة لتلبية احتياجاتهم، والسؤال لماذا هذا التباين، وما هي حقيقة ما يحدث، وأين السوق الموعود لمدينة طرطوس؟!.
فاروق بهلون نقيب الصيادين في محافظة طرطوس عزا التفاوت الكبير في أسعار السمك مقارنة بسوق السمك في بانياس، إلى قلة كميات الأسماك المستخرجة من البحر المجاور للمدينة، وغياب وجود سوق للسمك فيها يكون بإشراف جمعية الصيادين، ومحطة للعرض المباشر، لكسر أسعار السوق، وتحقيق التنافس بين الصيادين، وتقديم أسعار مرضية ومقبولة للمستهلك، كما يحقق سهولة تحرك الصيادين في ظل ارتفاع المحروقات، واضطرارهم للذهاب لسوق بانياس لعرض ما ينتجون من أسماك، مشيراً إلى أن الوعود منذ أكثر من أربعة سنين كانت بإنشاء سوق للسمك، أن يكون الموقع بجوار مرفأ الطاحونة لقرب ذلك المكان من جزيرة أرواد، ثم اختلف الموقع وتم تحديده مجاوراً لنادي الضباط الجديد، إضافة إلى وعد آخر بإنشاء سوق مجاور لمرفأ الطاحونة لكن السياحة اعترضت على تواجده وما زالنا في الانتظار حتى الآن.
وأوضح بهلوان أن معاناة الصيادين كبيرة اليوم خاصة مع قلة مخصصات المازوت ورفع سعره من السعر المدعوم بـ 2000 ليرة للسعر الحر بـ 12500 وبالتالي فهناك قلة واضحة في زوارق الصيد التي تتحرك في البحر وتمارس الصيد، فمن أصل أكثر من 150 زورقا ومركبا مسجلا في الجمعية هناك فقط 20 منها يتواجد بشكل يومي في مناطق الصيد ويكون معظم العرض والكميات المستخرجة في سوق بانياس، مع بقاء سوق السمك الموعود في طرطوس مؤجلا حتى إشعار آخر.