“صباء” وتوقيع إصدارات جديدة في توثيق قصص الشهداء
حمص ـ عبد الحكيم مرزوق
أقام فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع “مؤسسة صباء بيت الفن والأدب” المتخصصة بكل ما يتعلق بأدب المقاومة ونشره، حفل توقيع كتب لمجموعة من الشباب الأدباء الشباب.
وتضمن الحفل الذي استغرق حوالي الساعتين من الزمن تقديم لمحة عن المسيرة الأدبية للمؤلفين الشباب أصحاب المؤلفات، ودور “مؤسسة صباء” في إقامة ورشات لكتابة القصة والشعر وتبنيها للكتب وطباعة إنتاجاتهم الأدبية والتعريف بالشعراء والقصاصين وتقديم دراسة نقدية.
وقدم القاص أيمن الحسن بعض الملاحظات النقدية عن المجموعة القصصية “لا تهربي” للقاص محمد الخضر، مشيراً إلى بعض المشاهد المقززة والمؤثرة فيها، حين يقوم المنحرفون في تفكيرهم بقتل الناس بشكل بشع وقال: “الخضر لديه قدرة كبيرة على السرد، والقصة لديه أقرب الى الرواية، بالإضافة إلى الزمن الطويل الذي يعتمده في حبكته القصصية”، منوهاً ببعض الأخطاء اللغوية الواردة في قصصه، وداعياً الكتّاب الجدد إلى “كتابة جديدة تفتح أمامنا آفاقاً واسعة لفهم الحياة ونحن صانعو الحياة في العالم ومن البدهي أن نكتب عن أنفسنا، ونحن أمام جيل من المؤلفين الشباب المتمكن القادر على تصوير وتوثيق الواقع بطريقة إبداعية”.
كما تحدث الحسن عن مجموعة قصص “أحياء بيننا” لمجموعة من الكتاب الشباب وهم: جابر عابدة، وسومر أحمد، وآية ضاشو، ورشا تقي، وبيان زم، وفاطمة قاق، ومحمد الخضر، وسناء المرجي، وبتول معمار، ومنى العبود، ووفاء حيدر، وحازم سلامة، وحوراء سلوم، وقال: “هذه المجموعة القصصية كانت نتاج مسابقة أقامتها “مؤسسة صباء بيت الفن والأدب” وهي تتحدث عن قصص مجموعة من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم كي تستمر الحياة”.
وتحت عنوان “هروب من.. أم إلى الحياة؟”، قدم الناقد عمر جمعة دراسة نقدية عن مجموعة “هارب من سراديب الحياة” للشاعرة شهد ناصر، قال فيها: “اثنان وعشرون نصاً حبّرتها الشاعرة شهد ناصر في سعي محموم للتعبير عن ثقلِ ثلاث قضايا شغلت الحيز الأكبر من هذه النصوص، ألا وهي الحب والوطن والإنسان وأصاف لقد حاولت الشاعرة شهد ناصر مقاربة ثيمات الحب والوطن والإنسان بشيء من البساطة والعفوية، راسمةً لنفسها خطاً مختلفاً يريد أن يجهر بكل شيء دفعة واحدة، متحرّرة من أعباء ما تتطلبه القصيدة بشكليها الموزون أو النثري من بلاغة وكثافة ودهشة ولغة شعرية وصور مغايرة، فنجحت حيناً وفي أحايين أخرى ظلت تدور في فلك الخطابية والمباشرة واللهاث وراء القافية حتى كأنها تقيد نفسها بعكس ما يستدعيه القول الشعري من حرية في الحركة والتعبير وصدق العاطف”، مشيراً إلى أنها حاولت بشجاعة بناء نص نثري يسعى إلى الاكتمال من وجهة نظرها، وبرعت في بعض مطالعه، والأمل أن تقرأ أكثر وتجتهد في التعرف على الشعر وأساليبه ومدارسه وطرائق التعبير فيه”.
وعن مجموعة “حنين” للقاصة سكينة حاج صالح قال جمعة: “اثنتا عشرة قصة تختزل فيها الكاتبة سكينة حاج صالح آلاف الحكايات التي شهدتها تلك المدينة المفجوعة الموجوعة بفراق أهلها، وقد التهم الحصار والحرب أحلامهم وأمنياتهم المشتهاة، فمن المخطوف يزن وانتظار حبيب، وأضاف: “ليست مصادفة أن تعنون الكاتبة سكينة حاج صالح كتابها بكلمة واحدة “حنين”، وهي التي اكتوت وما زالت بنيران هذا الحنين، وأي حنين ذاك الذي يفتّت القلب ويفتكُ بالروح التي تناجي تلك المدينة البعيدة عن العين القارة في بؤبؤها تخفقُ مع شغاف الفؤاد، بعد أن هُجّر أهلها من بيوتهم وحواكيرهم ومصاطب سهراتهم لا يحملون إلا الذكريات التي باتت ماضياً موجعاً”، مضيفاً: “الكاتبة سكينة حاج صالح استطاعت بهذه الواقعية تصوير وخلق مشهديات بصرية وذهنية ستحفر عميقاً في وجدان القارئ والمتلقي وذاكرته القريبة أو البعيدة”.
آية ضاجو رئيسة قسم الأدب في “مؤسسة صباء”، قالت: “القسم الأدبي في المؤسسة يعنى بتوثيق قصص الشهداء على الأرض السورية خلال سنوات الحرب، وحققت في هذا المجال أكثر من خمسة عشر إصداراً في حلب واللاذقية وحمص، ولا تزال هناك كتب في طريقها إلى النور في المستقبل القريب”.